خالد أحمد بارشيد


أتاني العم أبو محمد في مكتبي بعد طول غياب وبعد التحية والسلام قال لي: يا ولدي لماذا أصبح بعض الناس يفتقرون إلى التعامل الحسن والمصداقية في التسويق والبيع، بل يحاولون تصريف بضاعتهم بالطرق الملتوية التي لا تخلو من الكذب والاحتيال وكل ذلك في سبيل الحصول على المال.
هنا استوقفت العم أبو محمد وقلت له بأن ما ذكرته جعلني أتذكر كلام والدي - رحمه الله -عندما كان يقول «يا أولادي الحياة ليست كلها الحصول فقط على المال فاليوم عندكم مال وغداً ربما لا يكون لديكم مال وهذا ليس عيباً ويحصل في المجتمع بين الناس ولكن احرصوا على اكتساب السمعة الطيبة في التعامل في البيع والشراء فهي أي السمعة هي من تجذب الناس لكم وكذلك هي من تسوق لكم بضاعتكم للناس عندما يعرفون أنكم من ذوي السمعة الطيبة والمصداقية في التعامل مع أفراد المجتمع، ولكن إذا لا سمح الله لم تكونون من ذوي السمعة الطيبة وشاعت سمعتكم غير الحسنة فمن الصعوبة أن ترجعونها الى سابق عهدها لديكم ولكن المال اليوم عندكم مال وغداً لا يوجد لديكم مال فسوف تقومون بالتعويض وتتحصلون على المال إذا لديكم السمعة الطيبة».
وفي سياق الحديث قلت للعم أبو محمد بأن هذه النصيحة التي لا تقدر بثمن طبقتها في حياتي كلها وخصوصاً في التعامل في السوق العقاري الذي لا يخلو من بعض الأمور غير السليمة وسوف أحكي لك قصتي مع أحد الأشخاص الذي اتصل على جوالي «عربي يعيش في دولة خليجية» وقال لي: سوف أرسل لك خمسة ملايين درهم على حسابك البنكي على أن تقوم بعمل شراء عقار بأوراقك الرسمية «شراء وهمي» وبعد فترة وجيزة كأنك بعت هذا العقار «بيع وهمي»- فقلت له بالفم المليان هذه عمليات «غسيل أموال» ولعلمك فإن هذه المكالمة قد سجلتها وسوف أعرضها على الجهات المختصة ليلقوا عليك القبض وما هي إلا ثواني وأغلق جواله ولم يتصل علي مرة أخرى.
هنا قال لي العم أبو محمد لقد رفضت يا ولدي الملايين وقد غيرك يقبلها ولكن أنت حافظت على سمعتك الحسنة المنبعثة من تربيتك الحسنة وتمسكك بنصيحة والدك -رحمه الله -، لذلك أنصح جميع المتعاملين في السوق العقاري أو أي سوق غيره بأن كسب المال بالطريقة الصحيحة تجعل سمعتهم تحظى بالاحترام والتقدير وبالتالي يعطي لسوقنا العقاري المصداقية في التعامل معه.