د. لمياء البراهيم


«لا تعطيني سمكة ولكن علمني كيف اصطاد».. عمرت المملكة اليمن عبر البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن، وذلك في 8 قطاعات أساسية أهمها التعليم، إضافة للصحة، والمياه، والطاقة، والنقل، والزراعة والثروة السمكية، وتنمية ودعم القدرات الحكومية، والبرامج التنموية.
أهمية التعليم تتجلى باعتباره عنصراً أساسياً وعاملاً رئيسياً لدعم التنمية المستدامة في هدفها الرابع المرتبط بالتعليم الجيد والشامل وتعزيز فرص التعلم ، فتبوأت المشاريع والمبادرات التنموية التي قدمتها المملكة مكانة هامة في تحسين جودة التعليم في أنحاء اليمن وفي كافة مستوياته التي تشمل التعليم العام والعالي والتدريب الفني والمهني، ليساهم في تحقيق التميز في مجال التعليم والتدريب والبحث العلمي في العلوم الطبية، وإعداد كوادر طبية بكفاءة وقدرات عالية وفقا للمعايير العلمية، ودعم إجراء البحوث العملية لتلبية احتياجات المجتمع الصحية من خلال برامج أكاديمية وإمكانات تدريبية عالية.
تحقق ذلك من خلال تقديم 52 مشروع ومبادرة تنموية منها 6 مشاريع لبناء 4 كليات ومعهد فني في تعز وسقطرى وتطوير وتوسعة جامعة إقليم سبأ بمأرب لإتاحة فرص عمل متعددة، وتوفير كوادر طبية مؤهلة لتقديم خدمات صحية ذات جودة عالية، و معالجة النقص في الكوادر الطبية، وتحسين جودة الخدمات الصحية، أنشأت وجهزت فيها كليات الطب ، والتمريض والصيدلة، وجهز فيها 28 مختبر في مجالات علم الأدوية، وكذلك دعم جامعة عدن بحزمة مشاريع تضمّنت تجهيز كلية الصيدلة والتكنولوجيا البيولوجية والكيمياء،و تجهيز مختبر البحث الجنائي في كلية الحقوق الذي يعد الأول من نوعه على مستوى اليمن.
كما ساهم البرنامج في بناء بيئة تعليمية نموذجية شاملة عبر مشاريع نوعية متعددة ومهيأة لاستيعاب مختلف فئات المجتمع عبر بناء 31 مدرسة نموذجية متكاملة وشاملة تحتوي على مرافق تعليمية بفصول دراسية حديثة ومكاتب إدارية وغرف للكوادر التعليمية، ومعامل الكيمياء، ومعامل الحاسب الآلي، وملاعب كرة السلة وكرة الطائرة، وتجهيزها بأحدث المواصفات التي تمنح الطلاب والطالبات بيئة تعليمية جيدة، وتدعم الأنشطة اللاصفية، ويشمل ذلك احتياجات فئة ذوي الإعاقة وإنشاء وتجهيز مركز تأهيل الأطفال المعاقين في محافظة عدن لخدمة 7,840 مستفيد بشكل مباشر وغير مباشر.
ومن خلال رؤية المملكة البعيدة المدى وإيمانها بأهمية التعليم كركيزة للتنمية المستدامة، تسعى عبر البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن إلى تمكين الشعب اليمني من بناء مستقبل أفضل، هذه الجهود ليست مجرد استجابة لحاجة آنية، بل هي استثمار في بناء القدرات البشرية ونقل المعرفة، مما يخلق أثراً إيجابياً دائمًا، عبر تقديم التعليم الجيد وتعزيز الفرص التدريبية والمهنية، تساهم المملكة في تأسيس جيل جديد من الكوادر المؤهلة، القادرة على قيادة اليمن نحو مستقبل مزدهر ومستدام.
بهذه الطريقة، تؤكد المملكة على أن العطاء الحقيقي يكمن في تمكين الأفراد والمجتمعات ليصبحوا شركاء فعّالين في صناعة مستقبلهم.