خواطر الشهري


إلى أي مجموعة تنتمي؟ هل للحذرين الخائفين، أو للحذرين المخططين؛ أم المندفعين المغامرين! وإلى أي مدى تصل حدود اندفاعك أو مغامرتك! وهل تعتبر المغامرة امراً صحيةً، أم لابد أن تعيش محاط بالحذر والأمان، لأن الأمان الذي تعرفه أفضل من مجهولٍ قد يلصقك بأقرب حائط! وها قد حلت هنا قد مرةً أخرى! «قد» حرفين بوزنٍ ضخم، بل تركيبة تلعب بمشاعرك وتدخل منها في لخبطة، ومراحل من الترقب، التوتر، والخوف؛ والتي تحل عليك بعد أن تعقد العزم على أخذ خطوة للأمام، أو بالمعنى المباشر «التغيير» والخروج من منطقة أمانك، التي تعد نقطة الصفر التي تدفعك لاتخاذ قرار يخالف ما اعتدت عليه، لأنك تريد أن تعرف أين تقف، ما هو مكانك، وإمكاناتك؛ وهي السبب في كثير من قرارات غلق أبواب التغيير.
أحياناً تكون محملاً بأعباء تثقل خطوتك، ويعتاد جسمك وروحك على هذا الوزن، وتظل عينيك مركزةً على الأرض القريبة من قدميك، وعقلك مبرمج على هذا الطريق فقط، حتى إن صادفت مخارج عدة أثناء سيرك، فالأمان هو في الطريق الذي تسلكه لا طريقة غيره، فلو حاولت أن تفكر بتغيير المسار، وليس بالتغيير فعلاً سيثور عليك قلبك بنبضاته المتسارعة الخائفة، ويبدأ عقلك في بث مساوئ هذا القرار ونتائجه لتعود إلى رشدك حسب برمجتك له مسبقاً.
النقطة صفر الذي ذكرتها في البداية هي المفتاح للذين يصلهم الإدراك متأخراً بأنهم يستطيعون أن يغيروا من أنفسهم، وكل ما كانوا يحتاجونه هو مواجهة «قد» بالإيمان بالله أولاً ثم بمقدرتهم على الوصول إلى مبتغاهم، إن عملوا على ذلك، ولا أنكر بأن في كثير من الحالات تحتاج إلى نافذة ولو صغيرة لتحدث التغيير، أو عوامل تساهم في تمهيد بداية الطريق، أو حتى اضاءة لمبة الإدراك في أدمغتهم، بأن لحظة المغامرة حانت فاعقد العزم وتوكل، وهذا الإدراك، يصلك إما عن طريق شخص ساقه الله لك، أو نفضة قوية تيقظك من تكاسلك وخوفك.
العراقيل والأثقال التي تشعر ومررت بها هي التوازن الذي يضبط اندفاعك ومغامرتك للنجاح، لأن علامتهما خطت على جسدك المنهك والذي بهما يتشافى وتستطيع أن تتنفس بشكل طبيعي.
خوض حربك لنفسك واكسر حاجز الخوف.
@2khwater