شيخة العامودي تكتب:


في زمن من الأزمان حكت حمامة صافية البياض خُضب جناحاها بخطوط بنية متناغمة التدرجات لصويحباتها عن رغبتها في أن تهاجر إلى مكان يعمه الأمن و الأمان لا يصطادها فيه صياد ولا يخرب عشها غراب و يُترك بيضها ليفقس بسلام.
تحدثت حمامه مرقطة ناعمة الريش خبرت الحياة وانتقلت وجابت العديد من الأماكن والبلدان بهديل عذب فقالت :
سمعت عن مكان عجيب يطير الحمام فيه في كل وقت دون ميعاد لا يحده غروب شمس ولا يحفزه على التحليق صباح ، لا يشكو من جوع قط فهو دوما بلا جهد شبعان مرتوي لا يمضي ساعة و لا يوم ضمآن ، آمن في الفضاء يطير منعما مستظلا لا يُؤذى وله وصف جميل يسمونه ب»حمام الحرم» يتحلى عنق بعضه بعقد من فخامة ألوان تداخلت بتدرج متناغم ألوانه فكان عجبة للأبصار بين بنفسجي امتزج بوردي وفيروزي تشعب إلى أن انتهت تشعباته بأخضر مشع زاهي كثير الانعكاسات.
أنصت الحمام باهتمام بالغ واندهاش وتعجب عندما أضافت المتحدثة قائلة: هناك الحمام يحلق أسراب عن اليمين و عن اليسار دون خوف أو وجل من إنسان متآلف مع البشر فلا يُنفر وإن قُتل فدية وجبت على قاتله في ذاك المكان.
ذاك الحمام يطير حول مكان يسمى بيت الله ويرى كما سمعت أحيانا صفوف متراصة من لؤلؤ براق ينفرط بعد حين و ينتثر في المكان، و أحيانا تتلون الأرض بالألوان تسير متقاربة حينا ومتباعدة حين وكأنها علبة ألوان و يرى موج يتهادى كموج متتابع الأمواج تلك الأمواج سوداء باهظة الأناقة فقد اصطبغت بسيد الألوان .
هناك تهطل الأمطار في عز الصيف أحيانا و ابتهالات البشر تُسمع دون انقطاع ليل نهار
يذكرون بخشوع الله، يلجأون إليه يسألونه.. يدعونه.. يستجرون به ويالها من أصوات يرافقها أحيانا تعالي هديل الحمام فتكون منظومة مشبعة بالإحساس لا تُسمع سوى هناك.
تنهد الجمع بشوق وحب وأعجاب متمنين أن يكونو في «حمى الحرم» ليتمتعون بطيبات الحياة.
@ALAmoudiSheika