مع احترامي لجميع الأزواج الذين يقدرون زوجاتهم ويحترمونهن وهم الأكثر، لكن في مقالي هذا أخص الأزواج أصحاب السلوكيات السلبية التي في الغالب تسبب انتهاء العلاقات الزوجية وانفصال الزوجين، كالانتقادات المتكررة، ولا أقصد الانتقاد البناء، الذي أقصده الانتقاد غير المبرر والمؤلم.
وعدم الثقة في الزوجة والتهكم، وأحيناً السخرية والاستهزاء خاصة أمام الأبناء والغرباء.
يقول الرب جلَّ وعلى «وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ»، السلوكيات الإيجابية أساس ديمومة العلاقة الزوجية، والحب المتبادل جوهر العلاقة وعمودها الرئيس للاستقرار، والاحترام والتقدير سيدا كل المواقف المعززة للترابط وتقويتها.
من أسوأ مدمرات العلاقة الزوجية الصمت الرهيب بين الطرفين أو أحد الأطراف ورفض الحديث مع الطرف الآخر والتشاغل عنه بأشياء أُخرى، لماذا تجاهل الطرف الآخر؟!! وغالباً ما تكون الزوجة المغلوب على أمرها وعدم القناعة بها، وعدم الرضا الذي يتصدر كل السلبيات، زد على ذلك المقارنة التي يظهرها أحد الطرفين للآخر، المقارنة بمن حولهما من الأهل والأصدقاء والمعارف، هذه المقارنة سلاح هدم سريع القضاء على البقية الباقية من العلاقات الإيجابية.
والأكثر هدما للحياة الزوجية الهجوم الذي يحتاج للدفاع عن النفس في كل الأوقات، أنت فعلتِ كذا وكذا، ويأتي دور الدفاع عن النفس بالبكاء في حالة الزوجة المستضعفة وبوسائل أخرى تبعد الاتهام عنها.
اما السخرية والحديث الذي يحمل كل أنواع عدم الاحترام مرفوضٌ مرفوض.
من أهمّ سمات الشخصية البنّاءة التي يجب أن يتصف بها الفرد، احترام الذات والثقة بالنفس، حجر الأساس في الكينونة الذاتية السليمة ، وممّا لا شكّ فيه أن كل نجاح يحققه الانسان يكون سببه الأول والأساسي بعد التوكّل على الله عزّ وجلّ هو ثقة الانسان بنفسه وتقديره لذاته، التي تُمكّنه من تجاوز المشكلات والتحدّيات بقوة وثبات، مصطلحان يعبران عن التوافق النفسي السوي وسلامة الاتجاهات نحو الذات والقدرة الإيجابية على تَوليد المشاعر السويّة في جميع الاستجابات الناجحة أو الفاشلة.
الاحترام بين الزوجين واجب ديني وخلقي وإنساني لديمومة الزواج الذي جعله الله سكنا ومودّة ورحمة، عقدٌ شرعيّ من أجل تكوين أُسر صالحة لعمارة الأرض.
وحتى لا أكون متحيّزة لطرف من الأطراف أقول: ليس بعض الأزواج تعاملهم سيئ مع زوجاتهم، هناك أيضاً زوجات يتعاملن بالسلوكيات السلبية المرفوضة.
الأزواج الذين أعنيهم قلّة جداً جداً جداً في مجتمع واعٍ وإيجابي.
Aneesa_makki@hotmail.com