مطلق العنزي يكتب:


الجامعة العربية، كيان كسيح بإرادة عربية، مع الأسف، وهي منظمة شكلية، تناظراً مع الفاعلية النسبية للأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي.
والجامعة ليست أكثر من مستودع لحفظ الملفات، ومقهى للتنظير، وتنفيع الموظفين. وتستخدم في أحياناً ذراعاً للضغط السياسي، وأحياناً توظف لمآرب أخرى لا تخطر على بال.
فاجأتنا الجامعة العربية في الأيام الماضية، انها استيقظت من سباتها، وقررت غزو بيروت، بإرسال الأمين العام المساعد حسام زكي لإجراء محادثات مع ميليشيا حزب الله، ليس لتحذير الميليشيا من التمادي في خطف الدولة اللبنانية ورهنها لدولة أجنبية، وتركيع اللبنانيين وإخضاعهم لاضطهاد متنوع، سياسي وفكري واجتماعي واقتصادي. ولا لتوبيخ الميليشيا على امتهان تصنيع المخدرات وتهريبها إلى الدول العربية.
وطبعاً هلل حزب الله وأذرع الحرس الثوري الإيراني ومواليه لزيارة زكي، لأن الزيارة، مهما جرى تبريرها، تضفي شرعية على ميليشيات إيران واحتلالها لعواصم عربية. وكذلك إضفاء شرعية على فنون الحزب في تهريب المخدرات. بل الزيارة تبرهن للحزب أن تعنته واختطافه اللبنانيين رهائن، تثمر فوائد سياسية يوظفها الحزب في التمكين والغطرسة.
المضحك أن السفير زكي، أجرى محادثات «سياسية» مع ميليشيا تخضع لأوامر الحرس الثوري الاتي لا يمكنها النقاش بشأنها، وليس لديها الصلاحيات لتغييرهأ، ولا تستطيع أن تفاوض أي آخرين إلا بتعليمات من الحرس الثوري. فالميليشيا سوف ترفع أقوال زكي لقياداتها العليا في إيران وتنتظر التعليمات. فالزيارة شكلية تخدم الحزب ولا تفيد لا لبنان ولا العرب.
ولا نعلم هل وظفت فرنسا الجامعة، لأن فرنسا دائماً تهرع إلى انقاذ الحزب من عواصف الأزمات، وإقالة عثراته.
وزيارة زكي ناجحة إذا أراد أن يبلغ تحياته للقائد الأعلى لميليشيا حزب الله، إسماعيل قآني، إذ من صلاحيات حسن نصرالله وحزبه، فقط، نقل التحيات والمباركات إلى طهران.
وإذا كانت هواية حسام زكي الالتقاء بزعماء الميلشيات الإيرانية، ننتظر أن يزور صنعاء. أما إذا أراد أن يبلغ ذروة البهجة والسرور عليه أن يزور بغداد، حيث تتنوع الميليشيات وتتناسل بلغات وجنسيات متنوعة، يفوق عددها قبائل العراق، وترتكب كل الموبقات.
*وتر
يتراكض المراهنون.. في عياهم التية
القوس والقدح..
وأيام بؤس سود تلقي بأثقالها حجارة
ورماداً في مآق متعبة ترقب نجماً لا يجيء أبداً..
@malanzi3