هناء مكي


من الأمور التي لا تعرف تعزوها لماذا ولمَ ! وإن كان حظاً أو سعياً لحوحاً؟، هي خط الماركات «العلامة التجارية» وسمعتها التي تبيع اسماً باهظاً أكثر من بيعها منتجات استهلاكية ثانوية، وهي من السلع التجارية التي تثمن سعرها بسبب اسم الماركة، والذي قد يقدّر بأكثر من نصف قيمتها الحقيقية.
إذ لا يحتاج أصحاب العلامات التجارية إلى أي مجهود يبذلونه لصنع منتج متميز أو تصميم مبتكر أو خامات وأدوات ثمينة لنجاح منتجاتهم الجديدة، مكتفيين بالجودة التي عرفوا بها وبدقة ما يقدمونه، وبمعاملة ما بعد البيع ولا شيء أكثر، أنهم بكل بساطة يقدمون الموثوقية أكثر من أي شيء، بل ويؤطرون منتجاتهم بنسخ متشابهة وألوان محددة لتضفي طابعها الأساسي الذي تم ابتكاره بالأساس، ذلك لأنهم أكثر المنتجات التي لا تكسد ولا تخسر حتى أنها باتت تٌشبه بالذهب مع وجود المهتمين بالسلع القديمة التي تكون أكثر قيمة كونها إصدار قديم ولكن ما الذي تتميز به غير ذلك؟.
وأصدق تعريف لسمعة العلامة التجارية هو أنها تتشكل من خلال تصور الناس لها وتعريف الرأي العام حول منتجاتها أو الخدمات التي تقدمها، أي انها تشكل سمعتها من المستهلكين انفسهم، ويخدمها في ذلك تاريخ الشركة وخدمة العملاء وما بعد البيع، وجودة المنتج والإعلان وحتى سلوك الموظفين، لذا، فإني أرجعت نجاح الماركات إلى ضربة الحظ أكثر من أي شيء آخر، فهذه العوامل باتت متواجدة في أي مشروع، ولكن هناك من ينجح بطريقة أخرى.. كيف؟
في الوقت الحالي أصبحت هذه الماركات والأسماء التجارية المعروفة عالمياً أكثر المنتجات التي تنافس السلع المبتكرة والمستهلكة والمكلفة كالتقنية والأساسيات الأخرى، فقد بات الأمر ملحاً مع الانتشار الواسع للأفراد وصار مرادفاً للشهرة والنجاح، وهو مشابه في كل محفل وشعب، لديهم هذا الهوس بامتلاك الماركات التي تضفي الطابع الطبقي الذي يميزهم في التسويق والظهور ويساعدهم على الانتشار والتعريف بهم، لذا فإن هذه الماركات لم تعد بحاجة إلى إعلانات تسويقية كما السابق، وكل ما عليها هو زيادة إنتاجها وترقية شبكة التجارة الإلكترونية لديها والاعتماد على وكلائها ومصانعها في العالم.
الغريب أن الماركات والعلامة التجارية صارت معرف تسويقي يعتمد عليه تلقائياً وكأنه شيء بديهي، فيتم شراءه على أنه الأفضل بسبب التعرف عليه بسهولة مقابل إنكار المنتجات الأخرى التي لا تعرف، وعلى الرغم من سلسلة القضايا التي يتم رفعها على تلك العلامات لأسباب يدخل بها التصنيع أو التسبب في مشاكل إلا أن ذلك لم يضر بها.
وعليه يمكن إدراك أن الفارق بين الماركات الكبيرة والمنتجات المشابهة لها والتي قد تكون أفضل من ناحية الشكل والخامات والصنع حتى هي «خدمة العملاء»، أجل هذا هو الفارق، اعتماد العلامات التجارية على تدريب وتأهيل موظفيهم والاهتمام بزبائنهم بطريقة احترافية، بالذات ما بعد البيع، والحفاظ على سمعة المنتج بأي طريقة، هي ما صنع لهم هذه القيمة التي تفوق منتجهم ذاته.
@hana_maki00