بدأنا عاماً جديداً، عام 1446 من الهجرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام، وارتباطنا بالتاريخ الهجري ارتباط متين، فعباداتنا وبالتالي حياتنا لا تجعلنا نستطيع أن نبتعد، ولكل أمة تاريخها، ونحن وطن عريق من أمة عظيمة.
ومع بداية كل عام نحتاج أن نعيد النظر في حياتنا، هل تقدمنا في العام الماضي أم تأخرنا؟ وما الذي تحقق؟ وما الذي لم يتحقق؟
وبالتالي نسعى لأن يكون عامنا القادم مختلفاً، نسعى من خلال أيامه ولياليه التي ستمر سريعاً إلى تطوير وتغيير مسارنا في السعي نحو النجاح المنشود دنيوياً وأخروياً، فالعام الجديد يحمل مواسم خيرات عظيمة، ومن خلالها نبني خطتنا الجديدة.
سؤال يجب أن نضعه ونردده ونعلقه: كم نجاحاً سنحقق في عام 1446 هـ؟
من سيبدأ الجامعة ما هي خطته لبناء معدله؟، فالمعدل تراكمي والفصول الأولى خطيرة وما بعدها مبني عليها، وكيف سيبني فكره؟، فمعدل بلا فكر لن يصنع الكثير، وفكر بلا معدل سيتعب الكثير، والتخطيط الدراسي ليس للطالب الجامعي المستجد فقط بل حتى للطالب الذي بدأ، فكل شيء يمكن تعويضه، وكذلك طالب الثانوية يجب أن يستعد للنسبة الموزونة المبنية على اختبار القدرات والتحصيلي ونسبة الثانوية التراكمية، فنسبة 99 بالمائة في الثانوية قد تكون مخادعة في كثير من الأحيان.
أيضاً من هو في الوظيفة ما هي مشاريعه للتطور والتقدم، كم مشروعاً سينهي؟ وكم كتاباً في مجال التخصص سيقرأ؟ وعلى كم ساعة تدريبية سيحصل؟ فمن لا يتقدم يتقادم، وقد تكون الخبرة التي يتفاخر بها البعض معيقة لصاحبها، فقد تكون سنة طور فيها نفسه قبل أعوام وأصبحت تتكرر بلا جديد.
أيضاً على المستوى الأسري، ما هي خططنا للمحافظة على هذا الكيان العظيم؟ وما هي خططنا للنجاح مع أفراد هذا الكيان الذين ولانا الله مسؤوليتهم، فالنجاح ليس بتوفير الأكل والشرب والمسكن فقط مع أهميتها، بل هناك أمور أكبر وأهم ببناء شخصياتهم، والقيام بالرعاية المطلوبة من أجل مساعدتهم على مواجهة الحياة، وصديقك من صدقك لا من صدّقك.
أيضاً على المستوى العام نحتاج تقدماً لا توقفاً، ونحتاج «هذا أنا» لا «أنا كنت»، ولذلك لابد من مراجعة الأخطاء والتطوير وزيادة الرصيد في كل مجال من المجالات.
جعل الله هذا العام عام خير وبركة وسداد وتوفيق لنا ولوطننا ولمن نحب ويحبنا.
@shlash2020