محمد العويس - الاحساء تصوير - محمد العويس

في رحلة تمتد لأكثر من ستة عقود، يروي الحرفي عبد الرحمن الربيع، الملقب بـ"الخباز"، قصة حبه لصناعة الخبز الأحمر الأحسائي.

تعلم الربيع هذه الحرفة العريقة منذ نعومة أظفاره، وهو في الثالثة عشرة من عمره، على يد أحد الحرفيين المهرة، ومنذ ذلك الحين، لم يتوقف عن ممارسة هذه المهنة التي أصبحت جزءًا لا يتجزأ من حياته.

الخبز الأحمر.. تراث يتوارثه الأجيال


لم يكتفِ الربيع بممارسة هذه الحرفة وحده، بل حرص على نقلها إلى أبنائه الذين واصلوا مسيرته بكل فخر واعتزاز في مدن مختلفة داخل المملكة وخارجها.



وتتميز هذه الحرفة باستخدام مكونات طبيعية مثل طحين البر وتمر الخلاص والسمسم الأحسائي وحبة البركة والحلوة الأحسائية والهيل، مما يعطي الخبز الأحمر نكهة فريدة ورائحة لا تُقاوم.

وأكد الربيع في حديثه لـ"اليوم" على أهمية الحفاظ على هذه الحرفة التراثية، ويحرص على تعليمها لكل من يرغب في تعلمها.

العم ربيع يصنع الخبز الأحمر


ويشرح الربيع الأدوات والمكونات المستخدمة في صناعة الخبز الأحمر، والتي تشمل التنور المصنوع من الفخار، والحطب "كرب النخيل"، والطحين، والتمر، والسمسم، وحبة البركة، والحلوة الأحسائية، والهيل.


وصفة سرية وطلب عالمي


يكشف الربيع عن سر تميز الخبز الأحمر الأحسائي، وهو إضافة الدبس والجبن والزعتر واللبنة، مما يضفي عليه نكهة خاصة تعكس أصالة المزارع والنخيل في الأحساء.

وأضاف: "السر في الخبز الأحمر هو التمر، فإذا زدت الكمية أصبح لذيذاً ويكسب رائحة مميزة، وإذا قللته أصبح مراً، كالشاي مع السكر"؛ وقد اكتسب هذا الخبز شهرة واسعة، حيث وصل إلى فرنسا وأمريكا وبريطانيا، وهناك طلب كبير عليه من دول الخليج.

مواقف لا تُنسى وتحديات


يتذكر الربيع بداياته في هذه الحرفة، وكيف تعرض لحروق في يديه وهو في الثالثة عشرة من عمره، إلا أن ذلك لم يثنه عن الاستمرار والتعلم حتى أتقنها، ويؤكد أن هذه الحرفة تتطلب الصبر والعمل الجاد، وأن التعرض للحروق أمر طبيعي في البداية.


المشاركة في المهرجانات والحفاظ على التراث


شارك الربيع في العديد من المهرجانات التراثية داخل المملكة وخارجها، مثل الجنادرية والدمام والخبر ودارين وقصر المصمك وأرامكو والخفجي، مؤكدًا على أهمية الحفاظ على هذا التراث العريق من خلال تعليمه للأجيال القادمة، داعيًا الطلاب والشباب إلى تعلم هذه الحرفة والحفاظ عليها.


رسالة إلى الأجيال القادمة


يوجه الربيع رسالة إلى الطلاب والشباب، مؤكدًا على أهمية تعلم الحرف اليدوية والحفاظ عليها، فهي جزء من تراثنا وهويتنا. ويحثهم على زيارته ومشاهدة عملية صنع الخبز الأحمر بأنفسهم، وتطبيق ما تعلموه على أرض الواقع.