د. ريم الدوسري


العلاقات الزوجية مبنية على أسس عدة من أبرزها التفاهم بين الشريكين، وهناك مراحل عدة من الصبر والتفاهم والنقاش قبل أن يصل أحدهما أو كليهما إلى مرحلة الإدراك التام أن المشوار قد حان له أن يصل إلى نهايته، ولكن لتكن نهاية ناجحة.
قد يتساءل أحدنا كيف يكون أمر متعارف أنه سلبي ناجحا أو حتى إيجابيا وهو ناتج عن كتلة من المشاكل، والحديث هنا عن الانفصال «الطلاق».. فخسارة الطرفين والأسرة والمجتمع مسألة كبيرة وليست بالهينة.
لا بد أن نوضح أن الطلاق ممكن أن يكون ناجحا وإيجابيا، وذلك بأن يتم الاتفاق على طريقة التعامل وترتيبات الحياة للطرفين والأولاد بعد الطلاق والعيش بهدوء وسلام بدون صراعات، ومصطلح «الطلاق الإيجابي» ليس بجديد فهو مذكور في ديننا الحنيف «فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ» فحسن التعامل والرقي يكفل الحياة الكريمة في العلاقات.
لماذا لا نلتزم بتعاليم ديننا؟ ليعيش الطرفان والأطفال حياة مستقرة على جميع الأصعدة. الطلاق الإيجابي يكفل لجميع الأطراف -الأبناء والمرأة والرجل- حقوقهم ويقلل من تأزم العلاقات والنفسيات، يكون ذلك من خلال التخطيط لحياتهم وحياة أطفالهم بعد الطلاق للتخفيف من آثاره ووقعه ويشمل ذلك السكن والنفقة محاولة لتقليص الأضرار المتوقع حدوثها، كما أن الالتزام بالقاعدة الربانية «ولا تنسوا الفضل بينكم».
سؤال: لماذا تكون مشاكل الطلاق عبئا إضافيا؟ بينما من المفترض أن تكون الحل لمشاكل لا تنتهي، الطلاق كحالة اجتماعية ليس بالسيئ بحد ذاته بل هو خيار وربما حل، وهذه ليست تشجيع له، ولكن إن وقع لابد أن نجعل التجربة إيجابية حتى لا تتأثر نفسية وصحة الطرفين بشكل لن يجعلهما قادرين على إكمال مسيرتهما بالشكل الصحيح.. وليكن التسامح أساس التعامل.