عبدالله العزمان يكتب:


تكثر من حولنا في هذه الأيام الإعلانات المختلفة، كعروض السفر وشراء السيارات أو التخفيضات على الملابس والعطور، فيتشجع البعض منا لفكرة اغتنام تلك العروض.
إنه لمن الجدير بالذكر، أن نبين أن الباحث ستيفن ريس أجرى دراسة على ٦٠٠٠ شخص حدد فيها ١٦ رغبة، تدفع الناس نحو الشروع في عمل ما، فمنها على سبيل المثال، البحث عن التقدير، كشراء ساعة أو سيارة ثمينة، تزول بمجرد اقتنائها، أو الرغبة في الاستمتاع بتناول طعام في مطعم فاخر، يتلاشى الاستمتاع به، بعد ذلك بلحظات يسيرة، أو البذخ في حفلة زفاف تنسى بمجرد انتهاءها، وتبقى حسرة تسديد تكاليفها، أو الشهرة التي تزول مهما طالت، ثم ما يلبث أن تنعكس سلباً على من تعود عليها.
التفكير برغبة صرفة، يحجب عنا العقلانية في إتخاذ القرار المناسب، فتصبح اختياراتنا مبنية على رغبة شخصية بحته، لذا، تجدها ضيقة إلى أبعد الحدود، فتجد أننا نشتري ما لانحتاجه، ونطلب ما لا نريد، ونعارض لمجرد عدم مناسبة الفكرة على مقاسنا، ونجامل، بطريقة تذهب فيها شخصيتنا، وكل ذلك يدفعنا للوقوع في مشاكل مالية، وضياع الوقت، والفشل في رسم مستقبل باهر، بل وقد يفضي بنا إلى الوقوع في مشاكل أسرية، أو صحية أو جميعها معاً.
بينما لو أننا فكرنا بمنطق، سنقدم الحاجات قبل الرغبات، وسنتوقف عند كل رغبة على حدة، لنسأل أنفسنا ، هل نحن بحاجة لها، أم أنها مجرد رغبة عابرة ، ستذهب بمجرد الإنشغال بأمر آخر، أو بمجرد التفكير، بشيء آخر غيرها، فعلى سبيل المثال، لو قمنا عند الرغبة في شراء بضاعة ما عبر متجر إلكتروني، بوضع السلعة في سلة الشراء، دون إتمام خطوات الدفع، ثم قمنا بتأجيل ذلك إلى وقت آخر، سنجد أن معظم ما وضعناه في السلة، لا تعدو أن تكون رغبات صرفة، لن نتأثر إذا لم نقتنيها، وأنها كذلك في حقيقتها، لن تساهم في إضافة شيئا ثمينا إلى حياتنا، لكي نستميت في الحصول عليها.
القناعة، حكمة عظيمة، لو تمثلناها لاستغنينا عن كثير من مظاهر الحياة المترفة، ولحفظنا أنفسنا وكرامتنا من أن تذل لأمر لا يستحق، فصبر الانسان على نفسه، أجمل وأكمل من صبر الناس عليه، والنظر إلى من هم أقل منا كفيل بأن يفتح بصائر قلوبنا على الخير الذي بين أيدينا.
@azmani21