د. شلاش الضبعان يكتب:


أنت مبدع كيف تتأثر بالمشاكل؟!
هذه العبارة يسمعها بعض المبدعين عندما يتعرض للمشاكل، ويُستغرب من خلالها تأثر هذا المبدع بما يواجهه مما لا تخلو منه حياة أي إنسان، فهل هذه العبارة طبيعية، وهل تنفع المبدع إيحاءاتها أم تضره؟!
ومثلها عبارة «خلك رجال» إذا استخدمت تأنيباً لا تحفيزاً.
أبداً لا يمكن أن تكون طبيعية، فالمبدع لا يمكن أن يخرج من دائرة الإنسانية، فهو بشر من قلب ولحم ودم يتعرض لما يتعرض له غيره، فيتأثر ويضيق، هذا هو الأمر الطبيعي، ولكن فرق المميز عن غيره أنه يتأثر ولكن لا يتحطم، بل يتكيف ويتعامل مع مشاكله بتعقل ويواجهها بنجاحاته وعطاءاته، بينما غيره يضعف وينهار.
عندما نقرأ سيرة خير البشر صلى الله عليه وآله وسلم نجد أنه منذ بدأ رحلة الخير للبشرية واجه حملة قذرة من السخرية والاستهزاء والأذى والتفنن في اختلاق المشاكل من أقرب الناس إليه، فهل تأثر وهو الذي اصطفاه خالق الكون من بين البشر لحمل هذه الرسالة العظيمة، وقد قال الله جل جلاله له «إنا كفيناك المستهزئين، الذين يجعلون مع الله إلها آخر فسوف يعلمون»؟!
الحقيقة التي يذكرها رب العالمين أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بشر ولذلك تأثر، فقال سبحانه: «ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون»، وقد فسرها ابن جرير الطبري بقوله: يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: ولقد نعلم يا محمد أنك يضيق صدرك بما يقول هؤلاء المشركون من قومك من تكذيبهم إياك واستهزائهم بك وبما جئتهم به، وأن ذلك يُحْرِجك.
إذن الضيق والتأثر أمر طبيعي، ولكن ما هو التعامل الصحيح مع هذا الضيق؟!
التراجع! التوقف عن النجاحات والمشاريع!
أبداً كن واثقاَ واستمر، ولا تحقق لشياطين الجن والإنس مرادهم بانكسارك، وقد أعطاك ملوك الملوك الوصفة للتعامل مع ما تواجه «فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين، واعبد ربك حتى يأتيك اليقين»، ولذلك كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا اشتد عليه أمر لجأ إلى الصلاة.
أما أهل الأذى فمصيرهم معروف، «ولقد استهزئ برسلٍ من قبلك فحاق بالذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزؤون»
من حقك أن تتأثر، ولكن ليس من حقك أن تتوقف.
@shlash2020