سعود سيف الجعيد


أشعر بالألم والحزن عندما تنتهي علاقة أي زوجين، بل ويصل بهم الحال أحيانا إلى المحاكم، وتنتهي الحياة بينهم لتبدأ حياة أخرى من الألم والضياع لكلا الطرفين، فالزوج يعيش وحيداً منكسراً وبعيداً عن أطفاله.. يفتقد السعادة والأمان والحنان.. يعيش في معاناة نفسية لا يشعر به أحد، ويحاول أن يتماسك وأن يظل صامداً في عيون الحاقدين والمتابعين لكل ما هو مؤلم يتحسر على أيامه وسنوات عمره التي ضاعت.
يشتاق لزوجته التي هان عليها كل شي جميل كان يربطهما، ولعلها لم تحتفظ له حتى ببعض المودة والأيام الحلوة التي جمعتهما وتناست أنه كان في يوم من الأيام هو الأخ والزوج والأب وصمام الأمان لحياتها.. ترحل هي الأخرى في عالم آخر من الوحدة وتنطفىء شموعها ويذهب بريقها في عيون من حولها.. تلملم كل شتاتها وتحاول الصمود وعدم الانكسار.. الكل ينظر اليها بشفقه وأنها لم تستطع أن تحافظ على بيتها وعلى أسرتها الجميلة.
رحلت وهي لم تجد ذلك الزوج الذي يبيع الدنيا من أجل سعادتها ويتمسك بها ويتجاوز عن أخطائها ويحتضن آلامها.. وبعد الفراق تشعر بالغربة في عيون من حولها وتسترجع ذكرياتها السعيدة التي كانت تعيشها مع زوجها وفي وسط هذه الأحداث المؤلمة يضيع الأطفال وتنكسر نفوسهم وتذبل أوراقهم وهم ينظرون إلى واقعهم المرير بين أب وأم لم يدركوا مافعلوه بهم ولم يفكروا ولو للحظة في مدى ماتركوه لهم من ألم وحزن ينهش أجسادهم الطرية ولسان حالهم يقول ما هو ذنبنا أننا نحبكم فلماذا قتلتوا سعادتنا.. أين الحنان.. أين الرحمة.. أين الحب الذي جمعنا سنين طويلة؟ لماذا قست قلوبكم وتجبرت؟
أما كان من الممكن أن تجدوا حلولا لمشاكلكم.. ألم يكن فيكم أحد عاقل وحكيم.. هل هانت عليكم دموعنا وغربتنا وبعدكم عنا .. أين الإنسانية في عالمكم هل تناسيتوا حقوقنا عليكم منتهى الأنانية والقسوة هي شعاركم ويستمر الانفصال في وقت الكل فيه خاسر، فالطلاق ليس هو الحل دائما هناك الصبر والحكمة والتضحية والرحمة والمودة والتي هي أساس الحياة الزوجية، ولكنكم لاتعرفونها فلقد اختفت في عالمكم المظلم يا من كنتم أعز وأغلى من في الوجود .
وقفة :
أرفع يديني طالب رب الأرباب
وأتذكر العشرة وأنزل يديه
saud331@hotmail.com