بيان آل يعقوب


ساحة الترقب، ساحةٌ اجتمع فيها الكثيرون يترقبون أمرًا مهمًا، وأتى معهم الغضب، القلق، والخوف، وقرر الترقب مساعدتهم؛ مع رفاقه الحِلم، الرضا بالقدر، والتوكل، وبدأت المواجهة بينهم.
بدأت المواجهة مع الحِلم، فتىً هادئ، ورأى أثناء مشيه في الساحة الغضب، وهو يتحدث مع رئيس شركةٍ يترقب موعد نتيجة المناقصة، ومع هذا الرجل جلس مع موظفٍ شاب رفع طلب ترقيةٍ لعملٍ قام به، وكان الغضب يثير أعصابهما، فقام كلاهما بالصراخ، وحينها أتى الحِلم، وأخبرهما مع الآخرين أن الصراخ لن يجعل نتيجة المناقصة ترسو على شركة الرجل، والترقية لن تأتي مسرعةً للموظف، وطلب منهما الهدوء، والإبتهال إلى الله، فهدأ الغاضبون، وحاول الغضب إشعال الفوضى، ولكن الحِلم أغلق فمه.
انتقلت المواجهة إلى الرضا بالقدر، وكان متألمًا لحال الناس، وانتبه إلى مجموعة من الطلاب، وكانوا يترقبون نتيجة قبول الجامعات، وجامعيون يترقبون نتيجة التخصص الذي سيعيشون معه في مسيرتهم المهنية، وبينما كان القلق يتراقص بينهم بكلامه السيء أتاه الرضا بالقدر، ووجه له سؤالًا محرجًا عن سبب حديثه السلبي لهم، ولأن القلق يكره النصائح؛ فقد فر هاربًا، فضحك الطلاب جميعهم منه، وطلب منهم الرضا بالقدر أن يحاولوا الترفيه عن أنفسهم قليلًا.
آخر المواجهات كانت مع التوكل على الله، وكان يمشي بوقارٍ يرى أحوال الناس، ورأى الخوف يرتدي وشاحًا أسودًا، ويتبختر بين الناس؛ ليبعث الرعب في نفوسهم، وراقب مجموعةً من المرضى، وكانوا يترقبون نتيجة التحاليل الطبية، ومجموعةً من الأمهات، والآباء، يترقبون مجيء أبنائهم، وأتى التوكل، وتحدث عن أهمية قراءة الأذكار، وأراد الخوف استفزاز التوكل، ولكنه تبسم في وجهه، ونظر إليه بنظرة التحدي، فانسحب الخوف من المواجهة.
انتهت المواجهات، وانتصر رفاق الترقب على نظرائهم، فقد طرد الحِلم الغضب، وهرب القلق من حديث الرضا بالقدر، وانسحب الخوف أمام التوكل على الله.
@bayian03