السؤال السهل الممتنع الذي قد تطول فترة التفكير فيه قبل الإجابة عليه، لأننا نحتوي على مجموعة من المكونات الكثيرة؛ الكثيرة جداً، فما هو تلخيصها السليم لذلك الموقف وذاك الوقت! فسؤال المقابلات الوظيفية مثلاً تختلف إجابتنا عليه عن سؤال تعريفنا لأنفسنا في موقف آخر وغاية أخرى.
من أنا! هل أنا هي نفس أنا قبل قليل؟ قبل يوم؟ قبل عام أو اثنين؟ عشرة! ما هي الثوابت وما هي المتغيرات! وما هي الندوب التي ساهمت في تغيري، وما هي المحفزات التي بَنَت ما أنا عليه اليوم؛ وهل كان هذا التغيير في الطريق الأفضل أم الأسواء! هل أعرف من أنا؟
من أنا! قد يلجمك هذا الاستفهام عن الإجابة، إن صدر من شخص تراه أقرب المقربين إليك، وتصدم بعدم معرفته لك! ألست واضحاً إليك؟ ألست أتحدث دائماً عما أحبه، أكرهه، يسعدني، يحزنني، يغضبني، ويهدئني! عني! بتجرد! لك أنت دون غيرك! .. إن كنت واضحاً، صريحاً، عن هويتك، وماهيتك، أليس الصمت أفضل من إعادة تكرار إيضاح نفسك! أوالمطالبة بأن تكون مفهوماً لأحدهم رغماً عنه! هل يجب أن أفسر نفسي دائماً! هل يجب أن أوضح تفاصيلي باستمرار! هل أنا بهذه الصعوبة!
علامات الاستفهام التي توضع في أغلب مواضيع التعامل فيما بين الرجال والنساء كثيرة، فكل منهم يريد أن يفهم الأخر، وفي نفس الوقت يريد الأخر أن يفهمه كما يفهم نفسه دون إيضاح! هل فعلاً يوجد غموض بين الجنسين، وللتأكيد لا أقصد غموض الشخصيات، بل غموض الذكر والأنثى، وصعوبة فهم أحدهما للأخر، رغم أن أغلب الاستفهامات تأتي من الرجال للنساء، لأننا كالمعادلات يصعب حلها! أو كما قالتها الاشاعات! .. ولا يُلخص عدم الفهم بين الجنسين فقط، بل بين شخصيات الجنس الواحد، وقد تصل إلى أن الشخص ذاته لم يصل إلى استيعاب نفسه، والتعريف الصحيح لمن أنا.
تعقيد فهم الشخصية وطريقة التعامل معها، مسؤولية من عقَّدها، وكذلك مسؤولية من يريد إلغاء شخصيتك مسؤولية اللاغي، وليست مسؤوليتك؛ ومسؤولية الاستماتة في تكرار إيضاح نفسك هي مسؤوليتك أنت!
من أنا!.. فكر فيها قليلاً مع نَفَسٍ قصير ثم أجب، وإن كان السؤال ممن أدخلته المحيط القريب منك، فسؤاله ممنوع، لأنه أنت، وإن كان من غريبٍ عنك، فأجبه حسب الغاية والمراد، وأصدق معه.
@2khwater