رائدة السبع تكتب:


هل كان قيس بن الملوح يعلم ماذا سيحدث من ضرر لحبيبته عندما قال لها:
‏أنيري مكانَ البَدْرِ إنْ أفَلَ البَدْرُ
‏وقومي مقامَ الشمسِ ما اسْتأخَرَ الفَجْرُ
كثير من الفلاسفة والشعراء تغنوا بالشمس واجدها فرصة سانحة لكي أعقد هدنة مع درجة الحرارة المرتفعة والتي تكاد لا تحتمل وأذكر محاسن صديقتنا الشمس
الفيلسوف رينيه ديكارت يقول في كتابه «التأملات» مثلما تكون الشمس واضحة ومميزة في سماء النهار يجب أن تكون أفكارنا ومعتقداتنا واضحة ومميزة لتكون صحيحة، وأنا مثلك يا ديكارت يأسرني الوضوح الأخلاقي الذي الذي يختلف عن الفظاظة وقلة التهذيب..
وكثير من الفلاسفة كانوا يرون أن الوضوح هي علامة الفهم العميق للمفاهيم المعقدة كما يصورها ابن رشد حين يقول «الفيلسوف الحقيقي هو الذي يستطيع أن يشرح أفكاره ببساطة ووضوح».
عودة لصديقتنا الشمس التي تغنى بها الفلاسفة، ينقل أفلاطون عن تلميذ سقراط أنه عبر عن إعجابه بالشمس كرمز للحقيقة والمعرفة حين قال: إن الروح التي تسعى للمعرفة والحقيقة تحتاج إلى نور الشمس مثلما تحتاج العين إلى الضوء لترى بوضوح.
أما هيراقليطس الفيلسوف اليوناني يصف الشمس بالتجدد والبعث من جديد كل يوم حين يقول «الشمس هي جديدة كل يوم».
لكنني أزعم لو خرج أحد الفلاسفة في درجة حرارة خمسين مئوية لكان له رأي آخر في الشمس، ولكن يبدو أن صديقتنا الشمس تجاوزت حدود الفلاسفة إلى الشعراء حين وصفها البحتري؛ «الشمس أنها تضحك وتبتهج في كل مكان وهذا مايعكس جمالها».
يقول:
كلما طلعت شمس على أفق
تبدت الشمس منه في محل الحلل
فالشمس تضحك في الأكوان حينما
تغرب في غربه وتحترق في الشمل
حتى في العشق كان للشمس نصيب
ويقول ابن الرومي
الشمس تشرق كل يوم
لكن شمسك لم تزل شرقا
ياشمس تشرق في قلوب العاشقين وتلهب الافئدة
أما العباس بن الأحنف في ملاحة التعليل يقول :
قالوا كتمتَ اسمَها فانعَت محاسِنَها
‏وذاك خطبٌ جليلٌ غيرُ مَحقورِ
‏وهل يقوم بوَصفِ الشمس واصفُها
‏والشمسُ مِن جَوهَرٍ عالٍ ومِن نور؟»
أخيرًا في ظل هذه الظروف ودرجات الحرارة لن يسعني القول عند تعرضي لأي موقف إلا كما قال ديوجين الكلبي والذي عاش حياة بسيطة وفق مبادئ الفلسفة الكلبية، حينما كان يجلس في الشمس وسأله الاسكندر الأكبر إذا كان يحتاج إلى شيء فأجاب.. ابتعد عن شمسي.
@raedaahmedrr