د. شجاع البقمي


تنوع المجالات التجارية لا يخدم فقط مصالح القطاع الخاص، بل أنه في الوقت ذاته يعزز من جودة الخدمات والأسعار المقدمة للمستفيد النهائي؛ الأمر الذي يعني خدمة أفضل وجودة أكبر وسعر أقل.. هي معادلة بسيطة تعرفها جميع أسواق العالم، كما أنها في الوقت ذاته تفتح أفق أوسع للمنافسة التي ينتج عنها تحقيق متطلبات تلك المعادلة البسيطة التي أشرت لها.
المقدمة السابقة ليست إلا مقدمة تمهيدية لا أكثر، لكنني في هذا المقال سأتطرق إلى رقم ملفت للغاية كشفت عنه نشرة قطاع الأعمال الصادرة عن وزارة التجارة خلال الربـع الثاني من العام الجاري 2024، إذ كشفت النشرة عن أن سجل قطاع الخدمات اللوجستية نما بنسبة 76% وبعدد 11,928 سجلًّا، محققًا النسبة الأعلى في القطاعات الواعدة وفق النشرة التي تناولت أبرز الأنشطة الاقتصادية في القطاعات الواعدة بمختلف مناطق المملكة.
كما كشفت النشرة عن نمو قطاع الذكاء الاصطناعي بنسبة 53% وبعدد 8,948 سجلًّا، وتفوقت منطقة الرياض على باقي مناطق المملكة في إصدار السجلات التجارية في القطاع بواقع 5.492 سجلًّا، تلتها منطقة مكة المكرمة بـ 1.789 سجلًّا، والشرقية بـ 939 سجلًّا، ثم المدينة المنورة بـ 254 سجلًّا، وعسير بـ 115 سجلًّا تجاريًّا.
وشهدت خدمات الحوسبة السحابية بحسب البيانات الصادرة في نشرة قطاع الأعمال لوزارة التجارة، نموًّا بواقع 43% بـ 2.358 سجلًّا في الربع الثاني من عام 2024 مقارنة بـ 1.648 سجلًّا في الفترة نفسها من العام 2023 فيما سجل قطاع صناعة الألعاب الإلكترونية نموًّا في السجلات المصدرة خلال الربع الثاني من العام الجاري بنسبة 29%، حيث تم إصدار 336 سجلًّا تجاريًّا في الربع الثاني من عام 2024، مقارنة بإصدار 260 سجلًّا تجاريًّا في الربع المماثل من عام 2023.
في هذا المقال سأتحدث عن النمو الملفت لعدد السجلات التجارية الصادرة في قطاع الخدمات اللوجستية، والتي قفزت بنسبة 76% في الربع الثاني من هذا العام، وهي نسبة ملفتة للغاية، وتنبئ عن ثلاثة مؤشرات بالنسبة لي؛ الأول أن التشريعات الحكومية فيما يخص قطاع الخدمات اللوجستية باتت أكثر تحفيزاً ودعماً لروّاد الأعمال، فيما يرتكز المؤشر الثاني عن أن النمو المستمر في الناتج المحلي وارتفاع حجم السيولة في الاقتصاد السعودي باتت تدعم قطاع الخدمات اللوجستية وتمنحه الكثير من فرص النجاح.
المؤشر الثالث الذي يمكنني الحديث عنه هو أن ارتفاع عدد التراخيص الجديدة في قطاع الخدمات اللوجستية سيحقق فوائد مهمة للمستفيد النهائي، إذ أن ارتفاع حجم المنافسة سيعزز من جودة الخدمات المقدمة، ويحسّن بالتالي من سرعة تلك الخدمات، كما أنه في الوقت ذاته سيخفّض الأسعار النهائية.
ختاماً... قطاع الخدمات اللوجستية في عالمنا اليوم بات القطاع الأكثر نمواً، وذلك بسبب سلوكيات المستهلك والمستفيد النهائي، خصوصاً في ظل ارتفاع معدلات استخدام الأجهزة الذكية والتطبيقات الحديثة، وتوافر فرص كبيرة للنجاح.
@shujaa_albogmi