نحاول تجنب فكر المؤامرة، لكن أيضاً يجب ان نتحلى بقدر من الذكاء، وألا ننخدع، فالمؤامرة جزء من النشاط السياسي منذ ولادة الدول و«الأحزاب» وصراع المصالح.
في مسألة وفاة الحجاج بلا تصريح، لا يمكن أن ننخدع ونتجاهل المؤامرة القذرة التي خططت بالشراكة بين مشايخ تنظيم الإخوان وشركات المافيا، لأن السيناريو واضح ومرعب، إذ بدأت شركات احتيال (وقد تكون أذرع للتنظيم) بأقناع مئات الآلاف، بأنها تستطيع إيصالهم إلى مكة والحج بلا تصريح. ثم يبدأ مشايخ تنظيم الإخوان بتكثيف فتاواهم لتغطية جرائم لشركات المافيا، بأن تصريح الحج ليس شرعياً. وقد حرضوا علناً وبلا حياء أو خشية من الله، وحسنوا «التحايل» ومخالفة ضوابط تنظيم الحج. ثم تستعمل شركات المافيا هذه الفتاوى لتسكت بها الحجاج الذين يسألون عما إذا كانوا يأثمون أو يتعرضون لأخطار.
وأحد مشايخ الإخوان كان يفتي بالالتزام بالتصريح، وبضوابط الحج الذي تصدرها السلطات السعودية حفاظاً على الأنفس وسلامة الحجاج، لكن بعد خلاف تنظيم الإخوان سياسياً مع السعودية، قلب الفتوى ودعا إلى التحايل على تنظيم الحج وضوابطه. وهذا يدل أن مشايخ تنظيم الإخوان على مذهب نيقولا ميكافيلي «الغاية تبرر الوسيلة»، وفتاواهم وظيفية سياسية تتقلب طبقاً للعلاقات الحزبية، لا دين ولا ما يحزنون، «واشتروا به ثمناً قليلاً فبئس ما يشترون».
ماذا يستفيد تنظيم الإخوان؟
فتاوى مشايخ الضرار وشركات التحايل، وسيلة لتحدث فوضى بضخ زيادة غير محسوبة من الحجاج في المناسك. والهدف والغاية أن يلقي آلاف من الحجاج أنفسهم إلى التهلكة، ويقضون نحبهم، خاصة أن الذين لا يحملون تصاريح لا تتوفر معلومات عنهم، ولا تستطيع السلطات الوصول إليهم سريعاً لإسعافهم، ثم تضج المنصات والأبواق الصفوية والإخوانية وتثير الغبار.
وأرى أن تتواصل الجهات المعنية مع الدول التي يصدر الإخوان فتاواهم من أراضيها، لتمنع الإخوان من إصدار فتاوى تهدد، عن سبق وترصد، سلامة الحجاج وتحرض على الفوضى بين الحشود، فهذا عدوان مبين ومخطط شراكة بين الإخوان والمافيا للشروع في قتل أنفس بريئة.
وإذا لم تحمل الدول التي تستضيف الإخوان على ضرب أيدي المفسدين فإن المؤامرة سوف تتضخم وتصبح أكثر خطورة وتهديداً لأمن الحج والحجاج.
وتر
بعداً لهم، إذ يلغون بمتاع الحياة الدنيا
ويجعلون مشاعاً في المزايدات الحزبية
ومنافسات المنابر.
وستبقى كلمة الله هي العليا، ولو كره المجرمون
@malanzi3