د. نورة الهديب


الحرية المُطلقة، نعم.. هذا هو المفهوم الجديد والذي ظهر مؤخراً - مع الأسف - وانتشر بين بعض الجماعات، يسعى بعض الأفراد المنبوذين من مجتمعاتهم إلى خلق مجتمعات مضللة تستهدف القيم والفضائل.
يبالغ من شذّ عن الفطرة في المُناداة بالمفاهيم الإنسانية والحقوق والمساواة، وتراه يتّخذ الألوان هوية ليُزين بها نفسه من الظاهر وما هذا إلا أسلوب الشيطان ليخدع بفعلته الصغير قبل الكبير.. وأسير الرغبة جعل للحرية المُطلقة منبر لتأسيس منظمات غير ربحية -أولاً- لغرس بذور الفساد من خلالها، ونمو هذه البذور هو الأمر الطبيعي في بيئة تكثر فيها الاحتفالات والتجمعات السلمية المزينة بألوانهم وشعاراتهم الودية، حتى لايُستنكر الفعل الشاذ وفاعله مستقبلاً.
كل منبوذ مرغوب، نعم.. هذا هو المفهوم الجديد الذي يضم كل خائن وقاتل وسارق وظالم وغيرها من الافعال الاجرامية التي يعاقب فاعلها، والارتزاق أسلوب حياة لمثل هؤلاء الذين نُبذوا من مجتمعاتهم وأوطانهم ليجتمعوا مع أمثالهم ويرفعوا راية الباطل بالجحود ونكران نعم الله.. الوهم هو الغذاء الفكري لهم و المادة هي المقابل لمن عزز لأكاذيبهم وجعلها محتوى لإثارة الفتنة، والطعن والتضليل ما هي الا أساليب مكشوفة لتبرير إجرامهم، يجتهد أصحاب هذا المفهوم بتغيير جذور الفضيلة وذلك من خلال شخصنة المواقف واعتبارها استهداف شخصي، دون الأخذ بالاعتبار معنى للانظمة والقوانين.
هؤلاء - عادةً - يستقبلون أمثالهم ويفتخروا بإنضمام المجرمين في مجتمعاتهم والرابط الوحيد فيما بينهم هو الفساد.. أغلب أفراد هذه المجتمعات هرب من وطنه وفي يده نعمة مسروق ليدّعي المظلومية، أو شذّ بفكرة مغلوطة ليزعزع بها نعمة من نعم الله تعالى في وطنه، أو رفض ثقافة مجتمعه وعاداته وتقاليده و تمرد عليها وانتقم بعد الهروب بالطعن.
النعمة على النقمة، نعم.. مفهوم مستحدث ينتشر بين المراهقين وبعض الشباب العاطل الذي اعتاد على تعطيل جسده وتفعيل عقله في عالم افتراضي الأصل فيه هو الوهم، وللاسف، الناقم على النعمة في مثل هؤلاء يفتقد الى الادراك الحسي والمعرفي والذي بدوره يغذي مشاعر الإنسان الحقيقة وتجعله أكثر تقبلاً لسلبيات الحياة قبل ايجابياتها.
وأخيراً، فإن المفاهيم الشيطانية لازالت مستمرة والاجتهاد في مقاومتها مستدام لأنه وبفضل من الله تعالى لا زال البعض يحاور العقل والقلب من منابر الخير والسعيد مو من أنصت للحق وعمل به.
@FofKEDL