في الخامس عشر من شهر يونيو ٢٠٢٤ استقبل المراقبون تصريحات صادمة لعضو مجلس السيادة ومساعد قائد الجيش السيد ياسر العطا الذي قال: أن الجيش مستعد لخوض حرب في السودان لمئة عام لمجرد القضاء على قوات الدعم السريع، جزء من سبب الصدمة التي خلفها هذا التصريح أن الحالة الإنسانية و وصول المساعدات للمستحقين في السودان تمر بظروف صعبة وعوائق.
دول الجوار والمنظمات الدولية يسعون بشكل حثيت لايجاد مخرج من هذه الحرب يبدأ بوقف تام لإطلاق النار، ولان هناك سودانيون يجتمعون في أديس أبابا العاصمة الإثيوبية وفي ذات الوقت هناك من يجري مباحثات في مدينة جنيف السويسرية يبحث موضوع المساعدات و وقف إطلاق النار.
بالصدفه وبعد متابعتي لهذه التصريحات حدث اتصال هاتفي بيني وبين أحد الأصدقاء القدامى من الجنسية السودانية يعيش في بلد أوروبي، قلت له ممازحاً أن تصريحات السيد ياسر العطا ذكرتني بالرواية الاشهر للروائي الكولومبي الراحل غارسيا ماركيز « مائة عام من العزلة» فضحك الرجل وقال لي : لا تأخذ تصريحات ياسر العطا على محمل الجد، ماقاله ليس إلا كلمات يريد أن يرفع بها معنويات جنوده الذي اعتاد على بث الحماس فيهم.. واستدرك وقال: نحن في السودان نقول : « كلام جيش» يعني مثل ماتقولون في الخليج ومصر « كلام جرايد» قلت له: الجرايد اليوم رغم اختفائها الفيزيائي وحضورها الالكتروني أصبحت أكثر مصداقية وتحري للدقة من أي وقت مضى، هذا ما أعرفه عن الصحافة في بلادي علي الأقل.
صديقي الكاتب والمثقف السوداني كان مثقل بهموم السودان والسودانيين وأكد لي أن جسده في اوروبا ولكن تفكيره واهتمامه الكبير للسودان الذي يفقد كل يوم أعداد من السودانيين إما في ساحات المعارك، أو في الصحاري التي تفصل السودان عن بعض دول الجوار حيث يموت العشرات يومياً من العطش وفقدان الطريق في مفازات التيه.
صديقي لفتني لمؤشرات جديدة في الصراع الأهلي هناك يتمحور حول تقارير دولية و اقليمية تذكر بأن هناك بروز لكوادر ومحاربين تابعين لبعض التنظيمات المنتشرة في المنطقة مثل تنظيم الدولة والقاعدة وتنظيم الشباب الصومالي، العجيب أن تلك التقارير أن طرفي النزاع تتبادل التهم بأن كل منها يظم مقاتلين من تلك التنظيمات ، وهذه قفزة جديدة بالصراع وبالمنطقة إلى أفق أشد وأكثر خطورة.
@salemalyami