الكثير من مجتمعاتنا الخليجية والعربية لا يدركون المعنى الحقيقي للشراء وأن الشراء ثقافة مثلها مثل التسويق، ففي التعليم الجامعي هناك تخصص للتسويق ويدرس التسويق في الجامعات ومئات الآلاف من الخريجين يتخرجون بهذا التخصص.
وأنا من يتفق بأن فن البيع من هؤلاء التجار والشركات يستغلون دائما نقاط الضعف فيمن لا يدرك ثقافة الشراء من فئة المستهلكين وأن هناك أسباب تجعل التجار والموردين يرفعون الأسعار وذلك لاعتمادهم على أسلوب الشراء العشوائي للمستهلكين.
ونحن دائما نتحدث عن التجار والموردين والجشع والسعي وراء الأرباح الخيالية التي يحصدونها
من ارتفاع الأسعار وتجاهل الطرف الآخر والأهم في المعادلة وهو ثقافة الشراء لدى المستهلكين
وما سلوك التجار إلا ردة فعل لسلوك المستهلك.
المبدأ العام لا يوجد تاجر يعرض نفسه للخسارة عندما يعلن عن تخفيضات والقيام بحملات دعائية كبرى وهنا يأتي دور المستهلك العشوائي الذى ينخدع بتلك التخفيضات ويقوم بالشراء دون الحاجة لهذه الاحتياجات التي يقوم بشرائها ويقرر الشراء والذهاب للسوق فقط لمجرد فطرة التخفيضات والفخ الدائم الذى يقع فيه كثير من المستهلكين وينتج ذلك من عدم وجود ثقافة الشراء.
هذه أولا في ثقافة الشراء ولكن هناك جوانب عديدة غير ما ذكرت وهى كيف يمكن للأفراد والأسر تطبيق الاستهلاك المسئول في حياتهم اليومية وأن يعيد الانسان فكرة اقتناء الأدوات والأجهزة والسيارات لمجرد الوجاهة الاجتماعية أو بمبدأ الإنسان بما يملك.
هذه الثقافة السائدة وخاصة في مجتمعاتنا الخليجية لا يشترى السيارة المناسبة أو الجوال المناسب او التلفاز المناسب وحسب احتياجه الفعلى هناك أشخاص يشترى السيارة أحدث موديل ولا اختلاف لذلك أو يشترى لولده أو ابنته سيارة من أجل الوجاهة وبعد هذا تأتي المزايا لكل سيارة، يشترى السيارة بأحدث المزايا ولا يستخدم تلك المزايا طول فترة استخدامه للسيارة.. ولا يعرف طريقة استخدام هذه المزايا الإضافية ومن المؤكد أن الفرق في السعر لهذه المزايا كبير وكان يمكن أن يستخدمه في استثمار أفضل، كذلك البعض منا يقوم بشراء جهاز الجوال لوالده أو والدته لأحدث الجوالات وبسعر غالى وللأسف يكون الوالدين كبار في السن ولا يعرفون استخدام هذه الجوالات وأحيانا يكونون لا يعرفون الكتابة والقراءة.
والسؤال الذى يفرض نفسه الآن كيف يمكن الحد من الشراء العشوائي الذى يضيع الوقت والجهد دون الحاجة الفعلية للشراء وثقافة الشراء تنطلق من أن يكون المستهلك على دراية بما يحتاجه وما لا يحتاجه وهنا يأتي دور الاعلام وجمعيات حماية المستهلك والمدارس والجامعات للتوعية والحملات التوعية وبرامج التعليم المجتمعي وتنظيم ورش عمل للطلاب والطالبات عن الممارسات الاستهلاكية وثقافة الشراء، وتوضيح الثقافة الشرائية والاستهلاكية لأنها من أهم العوامل التي تحمى المستهلك ومن ارتفاع الأسعار وتقليل الشراء العشوائي.
Abuazzam888@live.com