محمد علي الحسيني


في العصر الحديث، تبرز أهمية التمسك بالتقاليد والمناسبات الدينية كجزء لا يتجزأ من هويتنا الثقافية والروحية، ولا شك أن إحياء ذكرى عاشوراء في المنطقة الشرقية يعد مثالاً يحتذى به في كيفية التعاطي مع المناسبات الدينية بروح من الانفتاح والتعايش والتسامح، هذه المناسبة التي تعود بنا إلى أحداث جليلة في تاريخنا الإسلامي قد تم إحياؤها بكل سلاسة وهدوء وتنظيم، مما يؤكد على النهج الوسطي المعتدل الذي تنتهجه المملكة العربية السعودية والتزامها بضمان الحرية الدينية للمواطنين أثناء أداء مناسباتهم الدينية ضمن الإطار القانوني.
الالتزام بالقانون والتصرف الحضاري للمواطنين شهدت المنطقة الشرقية تنظيماً وسلاسةً في إحياء ذكرى عاشوراء، كان التنسيق العالي بين الأجهزة المعنية والمواطنين له آثار إتمام الفعالية بنجاح محوري والحفاظ على أمن وسلامة المشاركين، وهو ما يعكس أهمية العمل الجماعي والتعاون والتنسيق المستمر بين مختلف الجهات، من جهة أخرى إنعكس حضور رجال الأمن البواسل في الميدان والتسهيلات المقدمة للمشاركين في عاشوراء وكذلك ما أظهره المواطنون خلال هذه المناسبة التزاماً شديداً بالقوانين والتعليمات الموصى بها، مما جعل من إحياء ذكرى عاشوراء نموذجاً يقتدى به في التصرف الحضاري، فالتزام المواطنين وتعاونهم البناء مع الأجهزة المعنية لعب دوراً كبيراً في تميز هذه الفعالية وخلوها من أي تجاوزات قد تحصل، مرسخين بذلك الروح العالية والوعي المجتمعي.
*أثر نجاح الفعالية في تعزيز الأمن والرقي*
إن نجاح إحياء ذكرى عاشوراء بهذه الطريقة المتميزة لم يأت من فراغ ولم يكن ليتحقق إلا بالتعاون والالتزام من جميع الأطراف، هذا النجاح يعكس مدى تعزيز قيم الأمن والرقي في المجتمع، كما يبرز أهمية الحفاظ على النظام العام واحترام القانون كأساس لتحقيق التعايش السلمي والتطور المجتمعي.
*الدولة بقوانينها سبيل لحماية حقوق وواجبات لكل مواطن*
من خلال هذه المناسبة، نؤكد من جديد على حقيقة ملموسة، وهي أن القانون هو الخيمة التي تجمعنا والسقف الذي يحمينا جميعاً، والتزامنا بالقانون واحترامنا له هو دليل على وعينا وتحضرنا وهو الضامن الوحيد لحقوقنا ولسلامتنا، فكل مواطن له حقوق يجب احترامها وعليه واجبات يجب أن يؤديها، وهذا ما يضمن تمتع الجميع بالحق في آداء مناسباتهم الدينية بحرية وأمان ضمن إطار القانون، والدولة حصرا بأجهزتها هي التي تتصدى لمهمة حماية المواطنين وتضمن حريتهم الدينية من خلال السهر على حسن سير القوانين وتطبيقها وعدم الإخلال بها.
*شكر وتقدير للقيادة الرشيدة*
في الختام، لا بد من توجيه الشكر والتقدير إلى القيادة الرشيدة بالمملكة العربية السعودية، والتي تحرص دائماً من خلال تعليماتها وتطبيقها للقوانين على توفير بيئة آمنة تضمن للمواطنين حقهم في ممارسة شعائرهم الدينية بكل حرية وأريحية، تحية تقدير ودعاء لملكنا العادل مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وأمير إمارة المنطقة الشرقية ولجميع من ساهم في إنجاح هذه الفعالية، والتزامهم بنهج الاعتدال وضمان الحقوق يعد بمثابة اللبنة الأساسية لبناء مجتمع متماسك وآمن ينعم بالسلام والرقي.
@sayidelhusseini