ياسر المعارك

* في حدث غير مسبوق وواسع النطاق، وقف العالم مذهولاً يومي الخميس والجمعة يراقب تداعيات أكبر خلل تقني في التاريخ، والذي ضرب الأنظمة المعلوماتية والتقنية لكبرى القطاعات المصرفية، والصحية، والإعلامية، وتسبب في إرتباك حاد فى البورصات الأوروبية، وأعطال متنوعة في أحدث وأهم المطارات في العالم.
* واعتقد أن منظومة النقل الجوي كانت الأكثر تعقيداً، نظراً لتكدس آلاف المسافرين من جنسيات وثقافات مختلفة، وتصاعد موجة غضبهم وإستياءهم، بسبب إلغاء حجوزاتهم، ونقص إمدادهم بالمعلومات حول طبيعة الخلل وحجم تأثيره، مما زاد الوضع سوءاً على كافة الأطراف (المطارات، المسافرين وذويهم، شركات الطيران، قطاع الخدمات المساندة) وكبد الجميع خسائر مالية فادحة.
*وفي خضم هذه الأحداث برزت منظومة النقل الجوي (الوطني) كأحد أفضل الجهات التي تعاملت مع الأزمة بمهنية وإحترافية عالية، وفق حوكمة وتكامل المهام والأدوار كلاً في مجال إختصاصه، حيث سارعت شركة طيران (ناس) إلى إصدار بيان إعلامي تميز بالشفافية العالية، شُرح فيه الوضع القائم للأزمة، تضمن معلومات عن الرحلات التي تأجلت أوألغيت، وأكد فيه على حفظ حقوق المسافرين، وإلتزامهم بتقديم التعويضات وفقاً للائحة حماية حقوق العملاء للهيئة العامة للطيران المدني، مع ذكر بيانات التواصل لخدمة المسافرين، تلى ذلك إصدار شركة المطارات القابضة بياناً متزناً وسريعاً أعلنت فيه عودة العمليات التشغيلية لوضعها الطبيعي، ودعت المسافرين إلى التواصل مع الناقل الجوي لمعرفة أي مستجدات متعلقة برحلاتهم.
* إنّ هذه الأزمة تعد درسًا قاسيًا لجميع الأطراف حيال أهمية وضع سيناريو إستباقي للأزمات المتوقع حدوثها، لإحتوائها والسيطرة عليها بأسرع وقتٍ ممكن والعمل على تعزيز الحوكمة وتحديد المسؤوليات بين الجهات ذات العلاقة، مما يسهم في تجنب مثل هذه الكوارث في المستقبل، بل تحويلها من تهديدٍ إلى فرصةٍ تزيد من مستوى الثقة مع الجمهور المستهدف.
* وآخيراً يبقى سؤال مبني على هذه الأزمة التاريخية، هل أسرفنا في الإعتماد على الأنظمة !!
@y_almaarek