عبدالكريم الفالح


لأنني عاشق.. أتحدث عن عشقي، أتحدث عن لندن التي أحبها، وإيطاليا التي لم أزرها لكنني حملت لها كل الود من خلال - little Italy - «إيطاليا الصغيرة» في داون تاون مدينة سان دييغو التي كنت أزورها باستمرار وأتذوق طعم المعكرونة الطازجة والبيتزا، وأبتاع لوازمَ واحتياجاتٍ متعلقة باللذة الإيطالية.
مقالي لن يكون رومانسيا عن إيطاليا وكافة الدول الأوروبية بل سيتركز على الانتخابات فيها، فالأسئلة تتقافز حول المستقبل السياسي لأوروبا في ظل تحولات الانتخابات الأخيرة .
القارة العجوز تغير جلدها وتحاول تجديد شبابها، هناك تغييرات في الاتجاهات السياسية لم يكن بإمكان المحللين توقع نتائجها، إذ شهدت الساحة السياسية تقلبات غير مسبوقة.
صعود الأحزاب الشعبوية واليمينية المتطرفة كان جليا.
في المملكة المتحدة، حقق حزب العمال فوزا كاسحا بقيادة كير ستارمر بعد 14 عاما قضاها المحافظون في الحكم.
في إيطاليا حقق حزب «ليغا نورد» نجاحا كبيرا بقيادة ماتيو سالفيني.
فرنسا من جهتها شهدت تقدما ملحوظا لحزب «الجبهة الوطنية» بقيادة مارين لوبان.
حزب «البديل من أجل ألمانيا» سجل تقدما غير متوقع ما أدى إلى زعزعة الاستقرار السياسي التقليدي في البلاد.
الأحزاب التقليدية شهدت تراجعا واضحا في العديد من الدول الأوروبية، فالأحزاب الاشتراكية والديمقراطية المسيحية التي كانت تسيطر على المشهد السياسي لسنوات طويلة كانت تدافع عن نفسها بعد أن فقدت الكثير من دعم الناخبين لصالح الأحزاب والأفكار الجديدة.
وتعود أسباب هذا التحول العميق إلى عدة عوامل، من أبرزها الأزمة الاقتصادية العالمية التي أدت إلى تدابير تقشفية، إضافة إلى قضية الهجرة، وهي من الأسباب الرئيسةِ التي أثرت في الانتخابات، حيث استغل العديد من الأحزاب الشعبوية المخاوف الشعبية من الهجرة غير الشرعية والتغيرات الديموغرافية.
وتأتي التحولات الاقتصادية ومن بينها البطالة والنمو الاقتصادي ضمن هذه الأسباب، ولاننسى التعليم والأوبئة ونظام الانتخابات كطريقة توزيع المقاعد، وشروط الترشح.
أوروبا تغير جلدها فالأرض تهتز من تحت أقدامها ما أدى إلى تغييرات في ضوء المستقبل السياسي، وقد شهدت الانتخابات الأخيرة بشكل جلي أن المزاج العام يتغير والناخبين يبحثون عن التغيير لصناعة أمانيهم ومستقبلهم.
المستقبل القريب سيكشف ما إذا كانت هذه التحولات ستقود أوروبا نحو الثبات أو مزيد من الهزات الأرضية تحت الأقدام في القارة العجوز.
الصور في جميع هذه الدول قاتمة ومفزعة للمشهد الانتخابي، حيث يواجه القادة تحديات كبيرة في إعادة بناء الثقة واستعادة الاستقرار في مجتمعاتهم.
نهاية:
انتبهوا.. الأفعى تغير جلدها.
@karimalfaleh