محمد عبدالعزيز الصفيان يكتب:


نسمع بين الحين والآخر عن قصص ومآسي يندى لها الجبين
حيث يشهد الكثير من أفراد مجتمعنا وخاصة بين أوساط الجيل الحالي في الآونة الأخيرة ظاهرة مثيرة للقلق تتجلى في الاعتماد المتزايد على الخادمات في تربية الأطفال وإدارة شؤون المنزل.
حيث تتزايد حالات الطلاق بين الأزواج وخاصة حديثي الزواج منهم لأسباب متعددة، من أبرزها ضعف العلاقات الأسرية بسبب الاعتماد الكبير على الخادمات، فعندما تكون الأم مشغولة بأمورها الشخصية ومتابعة حساباتها على وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها من أعمال، تجد نفسها بعيدة عن مسؤولياتها تجاه أطفالها، ولا شك هذا الانشغال يؤدي إلى عدم معرفة الأم بتفاصيل حياة طفلها اليومية مما يخلق فجوة في التواصل والارتباط العاطفي بين الأم وأطفالها.
وفي هذا السياق، تصبح الخادمة هي الشخص الرئيسي في حياة الطفل، بينما تبتعد الأم تدريجياً عن دورها الأساسي كمعلمة ومربية، هذا الوضع يؤدي إلى تنمية الطفل بمعايير وعادات وتقاليد وقيم تختلف تماماً عن تلك التي يرغب الوالدان في غرسها، مما قد يؤدي إلى تصادم في المستقبل بين القيم التي يتبناها الطفل من الخادمة وتلك التي يرغب بها والديه.
إضافة إلى ذلك فإن التوترات الناجمة عن الضغوط اليومية الحياتية والتي تلعب دوراً كبيراً في زيادة حالات الطلاق.
التوازن بين الحياة المهنية والشخصية للأم يعتبر أيضاً من العوامل المؤثرة فيجب على الأمهات أن يجدن الوقت للتواجد مع أطفالهن والعناية بهم بأنفسهن بدلاً من الاعتماد الكلي على الخادمات، والأدهى من ذلك عندما يعيش الطفل حالة نفسية صعبة بسبب سفر أو رحيل الخادمة عنه وكيف ينعكس ذلك على مأكله ومشربه ونومه وحياته اليومية.
إنني على يقين بأن هذه الأم لو كان عندها رجل يدرك أبعاد هذه المشاكل لما رضي لها بأن تترك أطفالها لوحدهم مع الخادمة ولكن يبدو لي بأنه يأخذها فرصة هو الآخر ليلهو مع أصدقاءه.
والضحية هؤلاء الأطفال المساكين والذين خرجوا على الدنيا ووجدوا أنفسهم يعيشون بين خدم.
فهل هذه يطلق عليها أم !!
وأي أم انت التي تدعين الأمومة!!
وأي جيل هذا الذي يربوا على الخادمات!!
وهنا في ظل هذه الظروف يبرز دور الإعلام والمؤسسات التربوية في توجيه الأمهات والآباء نحو أساليب تربية فعالة تعتمد على التواصل المباشر والاهتمام الشخصي .
ختاماً..
إن ظاهرة الاعتماد على الخادمات في تربية الأطفال وزيادة حالات الطلاق بين الشباب تتطلب اهتماماً جاداً من قبل المجتمع بكل فئاته.
@alsyfean