* من الأشياء التي تصيب المراقب بالدوار خاصة عندما يتفحص شؤون السياسة والاعمال العسكرية في بعض البلدان العربية أن أطراف الصراع تبادر إلى اللقاءات المباشرة في ساحات القتال وتحجم عن أي لقاءات مباشرة في غرف المفاوضات والمباحثات التي تبحث الحلول والخروج من الأزمات .
* ماذكرته في الأسطر السابقة ينطبق بشكل يكاد يكون تماً على طرفي النزاع في السودان حيث تقوم الأمم المتحدة بمبادرة لفتح ملف المفاوضات والبحث عن حل ينهي الحرب الأهلية في السودان مبادرة الأمم المتحدة مبنية في الأساس على قرارات دولية صدرت من مجلس الأمن خلال العام ٢٠٢٤ تتمحور حول السعي لايجاد حل سلمي وإذا تعذر ذلك فيجب أو يمكن للأمم المتحدة أن تفرض وقف الحرب بالطرق التي ترى أنها ممكنه حيث يقوم يذلك أعضاء المنظومة الدولية.
* ولعل هذه الجزئية هي التي دفعت طرفي النزاع يلتحقون بمفاوضات جنيف التي مضى عليها مايقرب من الأسبوعين عند كتابة هذا المقال، ومما رشح عن هذه اللقاءات أنها ورغم كل هذا الوقت أنها لاتزال غير مباشرة بمعنى آن ممثلي طرفي النزاع الموجودين في مدينة جنيف السويسرية يتبادلون ملفات وجهات النظر عبر وسطاء وهذا يخلق حالة من الشكل العام من كورة الخلاف المتضخمة بين السودانيين. ممثل الأمين العام إلى السودان الجزائري السيد رمطان العمامرة وهو وزير خارجية سابق في بلاده وكان مسئول عن ملف أفريقا وليبيا خصوصا في فترة من الفترات ، والرجل عبر ان صعوبة وتعقيد الملف السوداني تجعل من تحقيق انجاز صغير مكسب موضوعي لايمكن اغفاله.
* جهود الأمم المتحدة بدأت تبرز على سطح المصالحات بين أهل السودان مع تدهور الأوضاع الإنسانية إلى درجات عالية الخطورة، يضاف إلى ذلك أن كثير من المنظمات الإنسانية فقدت القدرة على ممارسة دورها الاغاثي في ظل أجواء الاحتراب الأهلي. وغير مرة نددت الأمم المتحدة وبعض القوى الدولية بمواقف طرفي النزاع التي كانت تمنع أو تعرقل وصول المساعدات الإنسانية للمحتاجين في أرض الخصم. يضاف الى هذه الجزئية حالة التدهور الاقتصادي حيث أعلن وزير التجارة قبل أشهر أن الدولة السودانية فقدت مايفوق ٨٠٪ من مداخيلها المعتادة بسبب الحرب.
* وفي ميدان الاقتصاد شهد الجنيه السوداني تراجع مريع أمام الدولار في الفترة الأخيرة مما يشي بأيام صعبة تنتظر الجميع .
@salemalyami