خرجت قبل عدة أيام من المنزل عند الساعة الثالثة فجراً في نهاية الأسبوع، وهي بالمناسبة ليست عادة خروجي في هذا التوقيت إلا عند الضرورة، عندما سلكت الطريق لاحظت ازدحاماً وكثافة مرورية وكأنك تسير في منتصف النهار وليس آخر الليل مما يؤكد أن أغلب المواطنين والزائرين والسياح يفضلون السهر إلى أوقات متأخرة في عطل نهاية الاسبوع فما بالك إذا كانت تلك العطل متزامنة مع الاجازات الدراسية للطلبة مما يعني أن السهرة «صباحي».
في هذا التوقيت لا يوجد أسواق تفتح ولكن يقتصر الأمر على بعض المطاعم والكافيهات فقط، وهي ليست مرغوبة لدى الجميع بمعنى أن كثير من الناس يفضل البقاء في منزله على الذهاب والجلوس في كافي لأن نظام تلك الأماكن واحد، وليس أمامك سوى الجلوس وطلب بعض المشروبات والمأكولات الخفيفة ولا غير ذلك، ولكن بحكم أن الجميع لديه استعداد للسهر وبالذات في عطل نهاية الأسبوع والإجازات الرسمية الطويلة للطلبة بحكم سهر العائلة، فإن وجود مواقع تجارية أو أنشطة مختلفة عن نشاط المطاعم والكافيهات يعتبر مهم للترويح عن الناس بحكم تزايد أعداد السائحين داخل المملكة الذين تجاوزوا «١٠٩» ملايين في العام الماضي، وهذا الرقم يعتبر كبير جداً لم تحققه الكثير من الدول وبالتالي نحتاج إلى الكثير من الأنشطة التي تعطي للسائح خيارات متعددة وتفيد البلد اقتصادياً.
من الخيارات الجميلة التي شاهدها وزارها وسمع عنها الكثير ما يسمى «الأسواق الليلية» في أغلب دول شرق آسيا، وهي أسواق يغلب عليها الطابع الشعبي وتفتح بعد الساعه التاسعة ليلاً لتغلق مع بزوغ الشمس بحيث يأتي لزيارتها السائحين والمواطنين والزائرين لتلك المدينة من كل حدب وصوب، أغلب تلك الأسواق تم عمل مبانيها بشكل مؤقت وصغيرة الحجم ليباع داخلها المأكولات الشعبية والبضائع اليدوية المصنوعة محلياً وبعض المنتجات الخفيفة المتنوعة مما أكسب تلك النوعية من الأسواق شهرة كبيرة عالمياً بحيث أصبح جميع الزائرين والسائحين يحرصون على التجول داخل تلك البازارات وزيارتها طوال مدة اقامتهم.
أتمنى تطبيق تلك الفكرة في مدننا السياحية مبدئياً «الرياض، جدة، الدمام، أبها، الباحة، الخبر» واذا نجحت الفكرة يمكن تطبيقها على بقية المدن، ويمكن قصر العمل في تلك الأسواق على المواطنين.
مع وجود تلك الأسواق بالتأكيد سيصبح هناك حراك اقتصادي يصب في مصلحة البلد ويدعم قطاع السياحة الذي يشهد انتعاشاً كبيراً.
almarshad_1@