د. ريم الدوسري


المرحلة الحالية التي تعيشها البلاد ترتكز على الاقتصاد المعرفي، محركها الأساسي الثقافة. والحراك الثقافي في المملكة يزخر بفرص النمو من خلال إعداد جيل واع ومستنير يحافظ على جذور الماضي دون الانغلاق منخرطا بالحداثة مع الحرص على تطوير النسيج المجتمعي كمسؤولية وطنية تهدف لتحقيق نهضة شاملة.
تهدف التنمية البشرية المستدامة بالإضافة لزيادة إنتاجية الفرد إلى الارتقاء بمستواه الثقافي من خلال الاطلاع على نتاج العقول على مر السنوات ليزيد المخزون المعرفي والفكري، كما أنها توسع المدارك وتسلط الضوء على مجالات متعددة من الاختيارات المتوفرة ليعيش الإنسان حياته بجودة عالية.
المواطن المثقف هو صمام الأمان لدفع عجلة التقدم والبناء في وطنه لأنه ينتج غزير الأفكار والإبداع والفنون وبه ترتقي منظومة المجتمع، كما أنه يدعم في عملية التحول من اللا وعي للوعي الجمعي والتركيز على جودة الحياة وإضفاء الهوية الحضارية للدولة، والجدير بالذكر أن الثقافة متنفس مثالي للعائلة من خلال الأنشطة الترفيهية والمعرفية التي تبني الجسور بين الثقافة والفنون ونواة المجتمع.
ولا بد أن يكون هناك توازن وتكامل على جميع الأصعدة «الاقتصادية، الاجتماعية، الثقافية» في أي مجتمع لينهض ويصل للتنمية الشاملة، كما يجب على المؤسسات الثقافية أن تتكاتف وتساهم في خطط التطوير بإطلاق مبادرات لملء الفراغ الثقافي من منطلق المسؤولية المجتمعية.
إن هذا البعد هو أساس وصول المجتمعات للنهضة لذا ومن هذا المنطق يفترض أن يكثف المثقفون السعوديون أدوارهم في تنويع واثراء المشهد الثقافي، وذلك ضمن رسالة وطنية تهدف ايضاً للارتقاء بمستقبل أبنائنا في المملكة ليضيء ويشرق فنيا وثقافيا. فالفنون رسالة للسلام والحب، ووسيلة لنبذ العنف ومعالجة الاضطرابات النفسية، كما أنها تترجم أفكار ومعتقدات المجتمع، بل هي لغة التواصل بين الشعوب.
@DrAL_Dossary18