مشاري العقيلي يكتب:


 من أقصى الشرق إلى غربي المملكة ومن أقصى شماليها إلى جنوبها توجد فرص استثمار سياحية كبيرة يمكنها ان تحدث الفارق في الناتج المحلي الإجمالي وتوفير فرص عملية مستدامة وموسمية لآلاف الباحثين عن عمل فضلا عن تأسيس مشاريع صغيرة ومبادرات قابلة للنمو وان تصبح مشاريع كبيرة مع نمو عدد السائحين الذين يواصلون تسجيل أرقام قياسية حيث بلغ عددهم خلال النصف الأول من العام الجاري 60 مليون سائح، فيما وصل حجم الإنفاق إلى 150 مليار ريال.
 لا يختلف قطاع السياحة عن غيره من القطاعات الاقتصادية التي يمكن أن تضييف الكثير للاقتصاد الوطني خاصة وأن بلادنا تزخر بسواحل متميزة وممتدة إلى جانب الآثار سواء في المنطقة الشرقية أو الشمال أو الوسط والجنوب والمنطقة الغربية التي تنشط فيها السياحة الدينية على نحو خاص، وهناك كثير من المواقع التي يمكن استشكافها وتوفر فرص رائعة للسياح الذين لم يتعرفوا على حضارات بلادنا عبر التاريخ.
 في الواقع هناك نمو متواصل لأعداد السياح الذين يرغبون في الاستكشاف والاستمتاع بالأجواء الساحرة في الجنوب التي لا تختلف عن كثير من المواقع السياحية في أوروبا وهو ما ينبغي استثماره وتوظيفه بصورة جاذبة تجعل كثير من السياح يعدلون وجهاتهم إلى بلادنا حيث تتنوع المواقع والظروف السياحية لتشمل إلى جانب الأجواء والمناظر والآثار السياحة العلاجية وتسلق الجبال والفعاليات العالمية وحتى رحلات السفاري.
 ارتفعت مؤخرا أعداد السياح في قائمة التأشيرات السياحية الإلكترونية إلى 63 دولة وذلك قابل ليشمل المزيد مع استثمار النشاط الإلكتروني لاستقطاب السياح إلى بلادنا عبر المنصات الإلكترونية، فيبدو أن الكثيرين لا يعرفون كثيرا عن السعودية كوجهة سياحية بامتياز مع تنوع تضاريسها ومناخها وإرثها الحضاري في جميع مناطقها مع توفر البنية التحتية التي تخدم السياح وتهيء لهم إقامة مناسبة.
 ينبغي أن نستفيد أكثر من مقوماتنا السياحية الكبيرة فخلال العام الماضي، تصدرت السعودية قائمة الأمم المتحدة في نمو عدد السياح الدوليين لعام 2023 مقارنة بعام 2019 للدول الكبرى سياحيا، وذلك ما نحتاج معه مزيدا من الانفتاح في المشاريع والمبادرات التي يمكن أن تفتح أبواب استثمار عبر المنصات الإلكترونية لاستقطاب السياح والتعريف ببلادنا وحضاراتها عبر التاريخ من جهة، ومواصلة تأسيس البنية التحتية التي تستوعب ملايين قادمة إلينا وتضخ مليارات في اقتصادنا الوطني .
@MesharyMarshad