أحمد المسري - الدمام تصوير أحمد المسري

تعتبر شجرة المانجروف العصى السحرية للبيئة البحرية والبرية، فهي تساهم في توازن البيئة الساحلية وتمد أذرعها للبيئة البرية، فتقوم بتخزين الكربون، والحفاظ على تعزز التنوع البيولوجي، وتعتبر الحاضن الأول للبيئة البحرية.

وأوضح عضو هيئة التدريس بقسم التقنية الحيوية بجامعة الملك فيصل وعضو مجلس الشورى السابق الدكتور جميل آل خيري، يعتبر يوم 26 من شهر يوليو من كل عام اليوم الدولي للحفاظ على أشجار المانجروف.

وقال "إذا تحدث الفرد عن هذه الشجرة فإنه لا يمكن أن يوفي ما تقدمه من خدمات بيئية، ومن فوائد أشجار المانجروف أنها تخزين الكربون في التربة، وتقلل من الاحتباس الحراري، كما أنها تقلل من شدة الأمواج بنسبة تتراوح بين 70 إلى 90%، وهي تحتضن صغار الأسماك واللافقاريات، وحماية الشواطئ من التآكل، ومنع الرمال والأتربة، وتحمي الشعاب المرجانية".



توازن بيئي


أشار آل خيري إلى أن شجر المانجروف يعتبر الحاضن الأول للبيئة البحرية، وإن الحفاظ على غابات أشجار المانجروف مهم للغاية، فهي أكبر مستودع طويل الأجل للكربون، فهي تختزن نحو 93% من ثاني أكسيد الكربون المتواجد في الكرة الأرضية، فهذه الشجرة تعتبر من أهم مقومات التوازن البيئي في السواحل، كما أنها لها دور في استدامة الثروة السمكية، والتي تعتبر رافدا اقتصاديا هاما يدعم تحقيق الأمن الغذائي.

أكد المهتم بشؤون البيئة المهندس الكيميائي حسين الحجري، لقد وهبنا الله تعالى بغابات من أشجار المانجروف في مواقع متعددة في المملكة فيجب الحفاظ على هذه الغابات وهذه الشجرة لما لها من أهمية قصوى، فهذه الشجرة تستطيع أن تمتص غاز ثاني أكسيد الكربون على ما يزيد عن 6 أضعاف امتصاص الغابات الاستوائية.

وقال م. الحجري، أن غابات المانجروف كلها فائدة، فتنمو مرتفعة ويفوق ارتفاعها عن 4 أمتار، وتتكون من أغصان وجذور، فنجد أن فروع الأشجار تعشش الطيور فيها، أما الجذور حيث تلتصق الرخويات وتعيش صغار الأسماك واللافقريات، فهي مجمع إلى آلاف الأنواع من الكائنات الحية، فهي غذاء للأسماك واللافقريات، وبطريق غير مباشر يستفيد منها الإنسان والبيئة.

تحسين جودة المياه


بين الحجري، هذه الشجرة تستطيع طرد الأملاح عن طريق الجذور، وإفرازات الأملاح الزائدة عن طريق الأوراق، وتعمل أشجار المانجروف على تحسين جودة المياه من خلال تنقية المياه وامتصاص العناصر المغذية.

وتعمل الأشجار على امتصاص النيتروجين والفوسفور والكربون من المياه، مما يقلل من تلوث المياه وتحسين البيئة المائية، وتعزز التنوع البيولوجي حيث يعتبر استزراع المانجروف موطنًا مثاليا للعديد من الكائنات الحية مثل الأسماك والطيور والحيوانات الصغيرة فهي تعزز التوازن البيئي، كما أنها تقوم بزيادة الدخل والتنمية المستدامة، فهذه الشجرة تتأقلم مع نقص الأكسجين لأن بها جذور هوائية تعمل على ذلك كما أنها تقوم بتثبيت ذاتها لمقاومة أي ظروف بيئية مثل الرياح والعواصف.



وبين المهتم بإنتاج عسل المانجروف المهندس عميد أبو المكارم، تعتبر أشجار المانجروف موطن وحضانة هامة جدا للعديد من الأحياء البحرية وخاصة الصغيرة منها، ويشرف المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر على غابات المانجروف، فهي تلعب دورا هاما ومؤثرا في تنمية الثروة السمكية، واليوم أصبحت لاعبا أساسيا في انتاج عسل المانجروف، هذا الصنف الجديد الذي نجح فيه النحالين بإنتاج أطنان منه وعلى مدى 4 أعوام، كما يسعى كثيرا من النحالين إلى التحول إلى انتاج العسل العضوي في هذا الجانب.

وأكد "لم تعد شجرة المانجروف مهمة فقط إلى البحارة، فاليوم زاد محبوها وزادت شعبيتها وأصبحت معروفة لدى الجميع، فهي مهمة للحياة والبيئة فهي تقوم بمكافحة تغير المناخ، كما يقضي العديد من الأسماك والقشريات جزءًا من حياتهم أو كلها عند أشجار المانجروف، وتضمن موازنة البيئة واسهامات في حل مشكلة الملوثات، فهي ذات جدوى اقتصادية وتعتبر رافدًا اقتصاديًا مهم وثروة كبيرة لا تعد ولا تحصى، حيث أصبحت اليوم محط أنظار النحالة، فنجد عام 2023 قد أنتج حوالي 8 طن من العسل ولهذه الشجرة باع في ذلك، وأصبح اليوم النحالة يشاركون في المسابقات الدولية وقد أخذ كثيرا منهم الجوائز العالمية.