قد تجتاحك الأحزان والهموم لتعبث في داخلك ويلتحفك الصمت وأنت تفكر في ما يجري من حولك من أحداث مؤلمة لا يتحملها قلبك المتعب الذي يبحث عن مرافيء للسعادة تبحث عن من يسمعك، من يحنو عليك، من يأخذ بيدك إلى طريق الفرح، فلا تجد من يشعر بأهاتك ومتاعبك تفتش عن أصدقائك لتشكو لهم حالتك الحزينة ولكن لا تجدهم فهم في عالم آخر لا يهمهم حالتك تسير في الطرقات تبحث عن من يلملم أحزانك ولكن لامجيب.
تجد نفسك قد كرهت الحياة لأنك فقدت فيها كل معاني الإنسانية فلا أحد يسمع لصوتك ولا أحد يسأل عنك تفكر وتدمع عيناك وأنت تجد الجحود والنكران يطوف أمام عينيك في زحمة هذه الأفكار والآلام تتذكر أن هناك باباً لم تطرقه جيداً وهو باب السماء وشعرت أنه لن يقف معك ولن يسمع همسك إلا الله فهو الرحمن الرحيم بعباده فترفع يديك في خشوع تام لتدعو الله بأن يبدل أحوالك وأن يسعد أيامك بعدما خذلوك البشر وتستمر في الدعاء مناجيا الله الواحد الأحد وفي داخلك يقين تام بأن الله وحده هو القادر على إنصافك وعلى إسعادك وما هي إلا أيام لتجد الاستجابة السريعة من الله الذي رحم حالك وتفضل عليك بكرمه وجوده، أيام وتجد نفسك قد ارتاحت وقد فتح لك باب من النور والأمل تبدلت أحزانك وشعرت أن الله معك.
احساس عظيم عندما تشعر بأن الله بجانبك وكأنه يقول لا تحزن فأنا معك تجد أن كل شيء في داخلك قد تغير إلى الأفضل لأنك لجأت إلى الله واستغنيت عن الناس الذين لم ينفعوك فكم من أناس غفلوا عن العودة إلى الله وهو يخاطبهم سبحانه ادعوني استجب لكم وتناسوا أن الدعاء مخ العبادة تسير في طريقك ودموع الفرح تغسل كل همومك اقتربت من الله فوجدت السعادة دعوت الله فوجدت الإجابة، فكيف نشعر بالحزن والله معنا ويشعر بنا ولطيف بنا إنها الغفلة التي أعمت أبصارنا وقلوبنا عن العودة إلى الله، فتذكر أخي أن لك ربا كريما فالجأ إليه وادعوه واشكو له همك فهو سبحانه من سيسمعك ويساعدك.
فلا تيأس فإن الله يحب من عبده الإلحاح في الدعاء واعلم أن الحياة لا تخلو من الأحزان فاصبر واستعن بالله ولن تندم.
وقفة
اشرب دموعك واجرع مرها عسلا
يغزو الشموع حريق وهي تبتسم
saud331@hotmail.com