اليوم- الرياض

يبدو أن هناك أندية سدخل منافسات الدوري السعودي للمحترفين "دوري روشن 2024 - 2025" ارتأت ضرورة البحث والتعاقد مع مدرب جديد، في إطار خطتهم الإعدادية للموسم الحالي، وخطوة أولى مهمة في طريق جديد تطمح من خلاله أن يكون الأمثل نحو الهدف، المتمثل في تقديم عروضٍ فنية أفضل من نظيرتها التي قدمت في مسيرتهم طوال منافسات الموسم المنصرم، وربما مواسم منصرمة سابقة، فالقيادة الفنية الجيدة لبنة أولى مهمة لبناء فريقٍ قوي، يستطيع تحقيق طموحات وتطلعات الأندية وجماهيرها.


ولكن يأتي في المقابل اتجاه أندية أخرى من فرق الدوري، إلى ترجيح خيار الاستقرار الفني على مستوى القيادة الفنية لفرقهم، ورأت أن الإبقاء على مدربيهم أجدى وأفضل من التغيير، الذي ليس بالضرورة أن يضمن تحقيق نتائج أفضل، ورجحت توجيه جهودهم وخططهم نحو إجراءات أخرى، قد يكون التركيز على تحسينها وتطويرها أكثر جدوى لتقديم عطاءات أفضل في هذا الموسم، الذي يتفقون جميعاً على أن هذا الموسم سيشهد تنافسية أعلى وأكثر ندية من كل المواسم السابقة، لا سيما بعد جملة من القرارات التطويرية والتنظيمية الحديثة التي اتخذها كل من الاتحاد السعودي لكرة القدم ورابطة دوري المحترفين، لصناعة منافسة كروية أعلى محلياً في مختلف المسابقات، تنعكس إيجاباً على مستوى التمثيل القاري والدولي على صعيد المنتخب الوطني أو الأندية المنتظر مشاركتها خارجياً.



وسيشهد انطلاق الموسم الجديد حضوراً طاغياً للمدربين من قارة أوروبا في 16 نادياً، بينهم الفرنسي من أصول تونسية صبري لموشي، الذي تقرر أن يقود نادي الرياض فنياً، فيما فضل الجاران ناديا التعاون والرائد الاستفادة من المدرسة اللاتينية على صعيد قيادة فريقهما فنياً، هما البرازيلي أودير هيلمان للرائد، والأرجنتيني رودولفو أروابارينا للتعاون.


بداية هذه قصة إعداد الأندية لموسم 2024 - 2025، بدأت مبكراً، وتحديداً خلال الـ 24 ساعة الأولى من صافرة نهاية المباراة الأخيرة في دوري روشن 2023 - 2024، بين الوحدة والهلال، التي قادها الحكم شكري الحنفوش، وذلك عندما أعلنت إدارة الهلال القرار المنتظر من الجماهير والمرتقب إعلامياً، بتجدد الثقة في المدرب البرتغالي جورجي جيسوس يوم الثلاثاء الـ 28 من مايو 2024.

و قبل أن يشهد اليوم التالي قراراً آخر لنادي التعاون إلا أنه مختلف تماماً عن القرار الهلالي، إذ أعلن التعاون أول حالة لإلغاء عقد المدربين، منهياً ارتباطه بالمدرب البرازيلي بريكليس شاموسكا، رغم نجاحه في قيادة أصفر بريدة لمشاركة آسيوية جديدة؛ ولكن في السادس من يوليو 2024م، كشف التعاون بإعلان لاحق عن تعيين المدرب الأرجنتيني أروابارينا ليكون المدرب الجديد الذي سيتولى مهمة قيادة الفريق فنياً في مسيرته بالموسم الجديد، فيما قرر نادي الاتحاد أن يطوي صفحة الموسم المنصرم الذي لم يكن مرضياً لعشاقه، بدءاً بالتعاقد مع مدرب جديد، وهو ما تم بالفعل إذ أعلن الاتحاد في السابع من يوليو 2024م التعاقد مع المدرب الفرنسي لوران بلان لقيادة الدفة التدريبية لفريقه الأول في موسمه الجديد. في موازاة ذلك، اكتمل عقد مدربي دوري روشن السعودي، بعد إعلان الوحدة في الـ 24 من يوليو 2024م، التعاقد مع الألماني جوزيف زينباور، أي بعد يومين من إعلان ناديا العروبة والأخدود من التعاقد مع المدربين، البرتغالي ألفارو باتشيكو للعروبة، والكرواتي ستيبان توماس للأخدود.


وتسجل المدرسة التدريبية البرتغالية نفسها كأفضل الخيارات لأندية دوري روشن هذا العام، وكان نادي العروبة آخر الفرق التي اتجهت لتلك المدرسة التدريبية، وسبقهم إلى ذات الخيار نادي الخلود الذي أعلن تعاقده مع المدرب البرتغالي باولو دوراتي مطلع يوليو 2024م، لينضمان بذلك إلى أندية العاصمة الثلاث (الهلال، النصر، الشباب) التي يقود فرقها مدربون برتغاليون من الموسم الماضي؛ وهم البرتغالي جيسوس للهلال، ومواطنه لويس كاسترو في النصر، إضافة إلى برتغالي آخر هو فيتور بيريرا، الذي قرر الشباب تجديد الثقة فيه بعد أن استطاع عقب انتدابه في منتصف الموسم الماضي أن يعالج التعثرات الكبيرة التي أضرت بالفريق في بداية الدوري أوصلته لمراتب مؤخرة في جدول الترتيب، والعودة به لينهي الموسم ثامناً.

وفي المجمل، يحظى المدرب البرتغالي بالوجود الأعلى في الدوري للموسم الثاني على التوالي، ويليهم المدربون من كرواتيا وألمانيا واليونان وفرنسا (مدربان من كل بلد) ثم مدرب واحد من إنجلترا وإسبانيا ورومانيا والبرازيل والأرجنتين. وعن المدربين الذين حظوا بثقة إدارات أنديتهم بقرار استمرارهم، فبجانب الثلاثي البرتغالي في أندية (الهلال والنصر والشباب)، حافظ الأهلي على مدربه الألماني ماتياس يايسله، ومثله الحال في الاتفاق مع مدربه ستيفن جيرارد، وحال فريقا الفتح وضمك أيضًا مع مدربيهما، الكرواتي سلافن بيليتش للفتح، والروماني كوزمين كونترا لضمك، وسار معهم في ذات الخيار فريق القادسية، الذي فضّل الاستقرار الفني مع مدربه الإسباني ميشيل غونزاليس، الذي أعادهم إلى الدوري بعد غياب 3 مواسم في دوري الدرجة الأولى.


وفي ذات الصدد، فقد كُتِبَ لمدربين آخرين البقاء للمنافسة من جديد في الموسم الحالي، إلا أنهم لن يقودوا فرقهم ذاتها الموسم المنصرم، بل لخوض تجارب تدريبة مختلفة مع فرق أخرى منافسة في دوري روشن، بدايةً باليوناني جورجيس دونيس الذي بدى واضحاً غياب التوافق مع فريق الوحدة الموسم الفائت، لذا فضل كلاهما إنهاء العلاقة، في وقتٍ يبدو أن نادي الخليج كان بانتظارها، حيث أعلن في الـ 11 من يوليو 2024م تعاقده مع المدرب اليوناني، ليلحق به نادي الرياض في اليوم التالي، ليعلن اختياره للمدرب الفرنسي من أصول تونسية (صبري لموشي) بديلًا عن المدرب البرازيلي أودير هيلمان الذي تعذر الاتفاق معه على تجديد العقد، لذا ذهب لتوقيع عقدٍ جديد وخوض فرصة أخرى في أحد قطبي بريدة وتحديداً لقيادة الدفة التدريبية في نادي الرائد بدءا من الموسم الحالي 2024 - 2025