خاضت بلادنا حروبا فكرية متعددة الأطراف والوسائل في مواجهة من لا يتمنى لنا الخير.
والحروب الفكرية هي إحدى الوسائل الشيطانية العميقة التي يستخدمها هؤلاء، وتستهدف نقطتين. الأولى، نقاط الضعف في الأفراد وتأجيجها. والثانية، عكسها تماما والهدف من كلاهما هو إثارة الفتنة.
استهداف نقاط الضعف في الأفراد تكون من خلال ثغرة الجهل بالأنظمة والقوانين وما يترتب عليها من جزاء و عقاب. على سبيل المثال، قضايا الفساد بأنواعها و معاقبة المجرمين يعتبر امراً بديهياً يقبله كل عاقل في أي مجتمع، ولكن منهج أهل الشر في ذلك، هو التشكيك في صحة الأنظمة والقرارات واتخاذ المواقف الحقوقية والإنسانية منابر للتعبير عن آرائهم الباطلة. فالحرب الفكرية في استغلال الجهل واستنقاص الأحكام الصادرة في حق المخالفين والمجرمين، وتأجيج الرأي العام لصالح هؤلاء تؤثر على فكر الجهلاء.
وإثارة الجدل في مثل هذه المواضيع، تغير مسار الفكر المنطقي وتحوله الى فكر عاطفي وهذه أسهل طريقة لضمان تعطيل العقل وتفعيل العاطفة، وهذا يفسر فعل الجهلاء بالطعن في الحق والمطالبة بالباطل، الحقوق الإنسانية الصحيحة تُبنى على منظومة من القيم والمبادئ، وتجاوزها من أجل الرغبات يجرد هذه الحقوق من انسانيتها لتميل الى غير ذلك.
أما بالنسبة لاستهداف أهل الشر لنقاط القوة في الأفراد، فإنها تقوم على تغيير المفاهيم الصحيحة واستبدالها بأولويات فكرية وعاطفية مزعومة لتخدم مصالح الخونة والمرتزقة، الوطن والوطنية - على سبيل المثال - والإخلاص والولاء لولاة الأمر، تعتبر قيم تُعزز الهوية الوطنية. وفي مملكتنا يعتز الشرفاء من أبناء الوطن بهويتهم، والتي تعتبر نقطة قوة يتميز بها المواطن السعودي، ودافع أهل الشر لاستهداف الهوية الوطنية هو الحقد والحسد الناتج عن عُقدة النقص والنبذ فيهم.
ويتلاعب هؤلاء بالمفاهيم والقيم الوطنية وذلك بتغيير معاني ومراتب الولاء والإخلاص وانتقاصها فكريا وتشتيت الفكر بالتذمر من صعوبات الحياة والنقمة على الحال ولوم الأنظمة والتقليل من شأن الوطن، جميعها تعتبر طرق لهدم منظومة القيم والمبادئ الإنسانية المتعلقة بالوطن وبناء الهوية الوطنية.
جهود بلادنا في صد هذه الهجمات كانت عن طريق نشر الوعي الفكري، والتعليم بجميع مراحله والنقلة النوعية في جميع المجالات وتطبيق الأنظمة لتلائم حاجة الفرد والمجتمع والوطن، ساعدت المواطن الشريف على استشعار النعم في وطنه والتّمسك بالهوية لأن استمرار عطاء الوطن من الماضي الى الحاضر والمستقبل لا زال يثمر بفضله الله.
@FofKEDL