شعاع الدحيلان


المدن الصحية عالميًا تبحث عن مقاييس ومعايير وكل ما يسهم في تمكينها، وعندما تم الإعلان عن اعتماد محافظة الخبر مدينة صحية من قبل منظمة الصحة العالمية بعد أن تم تحقيقها لـ 80 معيارًا فإن هناك نظرة مستقبلية لتلك المحافظة الجاذبة، فلم تكن الجهود وسلسلة المبادرات التي أُقيمت بها أخيرًا ذات منأى عن المنفعة المجتمعية، وفق أطر تنموية.
المدن الصحية التي تكرّس جهودها حول التنمية وتجعل الإنحايز للإنسان جُل اهتمامها، هي مدن قادرة على مواكبة المتطلبات وتسعى إلى رفع مستوى الخدمات سواء الصحية، التجارية، الخدمية باحثةً عن طرق لرفع مستوى مرافقها وفي ظل تلك المحّددات سنجد مخرجات بيئية تنافس المستوى العالمي، لاسيما أن نظافة المدن أحد أبرز السلوكيات الرئيسة التي تستهدف كافة القطاعات، ومنها ننطلق إلى تقليل نسبة المخاطر الصحية التي تسير بخطوة هامة نحو مجتمع صحي وحيوي.
النمط الصحي والبرامج المستدامة وتطبيق أدق المعايير على المنشآت عوامل تسهم في المؤشرات العامة لتطبيق معايير المدن الصحية، ومحافظة الخبر قفزت في مستهدفاتها عبر تبنّي العديد من الأنشطة أو تطوير مستوى الخدمات مع الحرص على تطبيق الأولويات مع التميز في كل ما تقدمه المؤسسات والشركات، ولو عُدنا إلى تاريخ المنطقة سندرك بان هناك مشاريع عملاقة شهدتها وتم تفعيل العديد من القرارات داخل أروقة المحافظة فلم تكن حبيسة الأدراج، وإنما التفعيل من أجل التغيير نهج اعتمد عليه القائمين على المحافظة منذ أعوام، ومن هنا ندرك ماهية جودة الحياة وكيفية تطبيق هذا المفهوم.
جودة الحياة والمدن الصحية وجهان لعملة واحدة، على ان يأتي ذلك ضمن إطار التنمية المستدامة، وصولًا إلى بيئة آمنة تبحث في رافد النوعية لحياة أفضل، ومن هنا ينطلق مصطلح المدن الذكية أيضا المزوّدة بكافة الخدمات التقنية الحديثة والمتطورة والسعي لزيادة الكفاءة في إدارة الموارد لتلبية الاحتياجات المتزايدة للسكان سواء في الاستشعار البيئي، الشبكات الذكية، الذكاء الاصطناعي، إنترنت الأشياء، وغيرها من استخدامات توفّر بيئة صحية وآمنة والأهم هنا بأن الاستخدامات متوازنة وأكثر فاعلية.
التعليم، الصحة، الاستثمار، البنية التحتية فضلًا عن الارتقاء بالخدمات العامة، سُبل للمدن الصحية لكي تدخل في غمار المنافسة العالمية.
@shuaa_ad