أحمد المسري - القطيف تصوير: أحمد المسري

دعا أخصائي استزراع الأسماك والقشريات بالثروة السمكية في المنطقة الشرقية المهندس عبدالله الصلاح، إلى خفض الصيد الجانبي في مصايد شباك جر الروبيان ”الكوفية“ الذي ينطلق موسمه غدًا الخميس.
جاء ذلك خلال ورشة عمل نظمها المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية بالتعاون مع الثروة السمكية بوزارة البيئة والمياه والزراعة، بهدف تخفيف آثار الصيد العرضي للسلاحف البحرية بالخليج العربي والبحر الأحمر.

ما الصيد الجانبي؟

وأكد الصلاح أن الصيد الجانبي هو الجزء غير المستهدف أو غير المطلوب من الصيد الذي يجمعه الصيادون، ويشمل الأسماك والسلاحف وقطع المرجان والإسفنج والحيوانات الأخرى.
وبين أن مصايد شباك جر الروبيان في المياه الاستوائية تعتبر المنتهك الأكبر للصيد الجانبي. حيث أن شباك صيد الربيان وبصورة عامة واحدة من أدنى طرق الصيد انتقائية وذلك لكون الصيد الجانبي يمكن أن يتألف من عدة مئات من أنواع الأسماك العظمية والتي يمكن أن تفوق بالوزن وزن صيد الروبيان

وأشار إلى أن ما يعادل 10% من إجمالي المصيد العالمي يتم طرحه في البحر، وخصوصًا في مصايد الروبيان، مما يشكل هدرًا هائلاً للموارد السمكية.

حماية الكائنات المهددة بالانقراض

ودعا الصلاح إلى استخدام أجهزة تقليل الصيد الجانبي، مثل الرادع الصوتي الذي يعتمد على اختلاف قدرة الأسماك والروبيان على استقبال الأصوات، مما يؤدي إلى تنفير الأسماك دون التأثير على الروبيان فتلتقطه الشبكة ويتضاءل المصيد الجانبي.

وأشار إلى أن هناك أنواعًا من الكائنات البحرية مهددة بالانقراض مثل السلاحف، وأن شباك الروبيان لها تأثير خطير على السلاحف البحرية وأسماك القرش واللخمة وبقر البحر وثعابين البحر والمرجان وبعض أنواع الأسماك.
وأوضح الصلاح أن هناك دولًا بدأت في استخدام أجهزة استبعاد السلاحف، مثل الولايات المتحدة وأستراليا والمكسيك والبرازيل وتايلاند وإندونيسيا وماليزيا والفلبين وموزمبيق. مؤكدا أن الدراسات أثبتت أن هذه الأجهزة تساهم إيجابيًا في إنعاش مجتمعات السلاحف.

وشدد الصلاح على أهمية تحسين كفاءة فرز الصيد، حيث يسهم ذلك في خفض الصيد الجانبي ويحسن عمل الشباك ويقلل الوقت المفقود في رفع وإنزال الشبكة ويقلل الأضرار على كيس الشباك والطاقم.

ودعا الصلاح إلى تحفيز الصيادين على الاحتفاظ بجزء من المصيد الجانبي، حيث يمكن بيعه للمستهلك مباشرة أو للتصنيع، مما يتطلب وجود صناعات تستخدم المصيد الجانبي سواء للاستهلاك الآدمي أو لتحويله إلى دقيق سمكي أو غذاء للأسماك والربيان في المزارع السمكية.

استعدادات موسم صيد الروبيان

من جانبها، أنهت 710 مراكب صيد مرخصة استعداداتها لموسم صيد الروبيان، الذي ينطلق على سواحل المنطقة الشرقية يوم غدا الخميس، الأول من أغسطس.

وأكد مدير فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بالمنطقة م. فهد الحمزي، جاهزية الوزارة لتقديم كافة التسهيلات للصيادين، بما في ذلك تسهيل إصدار التصاريح إلكترونيًا، موضحًا أن موسم الروبيان يمثل موردًا اقتصاديًا مهمًا للمنطقة، وأن الوزارة تعمل على تطوير مرافئ الصيد بما يتماشى مع رؤية المملكة 2030.

وأضاف أن الموسم الماضي شهد صيد حوالي 15 ألف طن من الروبيان، منها 13500 طن من مصيد القوارب الكبيرة، و1500 طن من مصيد القوارب الصغيرة، موضحًا أن الأسعار تفاوتت بحسب الحجم.