سالم اليامي


الكلمة القريبة إلى شفاه الناس، وعقولها عندما يفقدون الحيلة في العثور على شيئ ما هي مقولة « فص ملح وذاب» تذكرت هذا الموضوع في التصريحات التي شغلت العالم وانتشرت على لسان وزير الداخلية الباكستاني قبل مدة حيث قال أن بلاده تعرف أن هناك أكثر من خمسين ألف مواطن باكستاني لا يعرف لهم أثر وأعتبرهم « مختفين» في العراق. كلمة اختفاء في تقديرنا لا تعبر في عصرنا الحديث عن مثل هذه الحادثة ، لعدة أسباب أهمها أن الحديث يتم عن خمسين ألف انسان .
ومن متابعاتي للموضوع في الفضائيات التي تناولت الخبر، وفي بعض تعليقات المختصين في وسائل التواصل الاجتماعي خلصت إلى جملة من الأفكار والتصورات التي يمكن أن تفسر للناس> أو للمهتمين هذه الظاهرة. أول تلك الأفكار أن العراق كدولة تمر بظروف خاصة نقلت صلحيات الوزارت التقليدية مثل وزارة الداخلية وأجهزة الهجرة والجوازات والأجهزة ذات العلاقة مع الأجانب الذين يدخلون البلاد إلى السلطات الدينية أو مايسمى بالمرجعيات حيث أن هذه المرجعيات تمنح من يفدون إلى العراق بهدف الزيارات الدينية للمراقد التي تعتبر مقدسة عند قطاع من العراقيين ما يسمى بالفيزا البيضاء التي تعفي من يحصل عليها من أي مساءلة حتى أن البعض يقول أن مجرد حصول الزائر على هذه السمة يعتبر حصانة لا تخضعه لأي نوع من المسائلة حتى أن المتعلقات الشخصية لا تخضع لأي عملية تفتيش أو كشف.
وبالنسبة لحالة الباكستانيين بالذات فيرى غير مختص أنهم يفدون بهدف الالتحاق ببرامج تدريب ليكونوا قوة عقائدية عابرة للحدود تدعم مايسمى بمحور المقاومة في المنطقة ويقول البعض أن القضية لا تتعلق بمجاميع من دولة الباكستان لكن هناك أعداد من الدول العربية خاصة الخليجية وهناك أعداد لا بأس بها من الأفغان ثم البنغال والسوريين بالاضافة إلى الإيرانيين. مراقبون يرون أن خطر دخول هذه الاعداد وتلقيها أو تلقي أغلبها تدريب عسكري والانضمام إلى أجسام عسكرية ميليشياوي ليس الخطر الوحيدة ولكنه الخطر الأكبر في الوقت الذي يشكلون كقوة بشرية غير منضبطة عناصر قابلة للاستغلال في تجارة المخدرات والمتاجرة بالبشر علاوة على نشر قيم وأفكار قد تهدم بنية المجتمع العراقي ومن المتحمل أن تكون خطر حال ومتوقع على دول الجوار.
الموضوع أزمة في رأينا تتجاوز فص ملح وذاب.
@salemalyami