وليد الأحمد


حين قرر المسؤولون عن الحساب الرسمي بنادي «بايرين ليفركوزن الألماني» على منصة «إكس» أو «تويتر» سابقاً، الدخول في تحدي مع نادي «هال سيتي» الإنجليزي في لعبة «Connect 4» أو «وصِّل 4»، أثناء فترة توقف النشاط الرياضي وحظر التجول خلال جائحة كورونا في الربع الأول من عام 2020، لم يكونوا على يقين أن المبادرة ستشكل إحدى انطلاقات الأسلوب الساخر لحسابات أندية كرة القدم على المنصة الرقمية.
وعلى الرغم من أن موافقة ناديين شهرين في كرة القدم، للمبارزة في لعبة رقمية لتوصيل أربعة نقاط متشابهة في خط أفقي أو رأسي أو مائل، وما صاحبها من استخدام لغة فكاهية من حسابات الناديين بدت غير مألوفة، إلا أنها كانت مفهومة في سياق ظروف الجائحة التي دفعت بالأندية إلى محاولة ابتكار مواضيع خارج نشاط كرة القدم المتوقف قسراَ، بهدف المحافظة على التواصل مع الجماهير وإبقاء الحسابات الرقمية نشيطة ومتابعة، وهو ما تم بالفعل إذ شهد التحدي متابعة وتفاعلاً كبيرين حتى أن برنامج «مباراة اليوم» على قناة هيئة الإذاعة البريطانية «BBC» نقل تغطية للتحدي.
لكن الأسلوب الساخر من خسارة الخصم، لم يبدأ في مبارة «وصل 4» ولم يتوقف عندها، بل هو ظاهرة موجودة حتى لدى أندية من الصف الأول كما حدث في التهكم المتبادل بين برشلونة الاسباني وروما الايطالي عام 2018 بعدما فاز الأول في سباق التعاقد مع اللاعب البرازيلي مالكوم.
ورأيي أن سلوك حسابات مواقع التواصل في الأندية الأوروبية لا يصلح بالضرورة في أن يكون مرجعاً صائباً، فدور حسابات مواقع التواصل الاجتماعي في الأندية كما في كل المؤسسات، هو تعزيز الصورة الذهنية الإيجابية للنادي وتجسيد قيم ورسائل المؤسسة، فضلاً عن زيادة التفاعل الإيجابي مع المستفيدين، كل المستفيدين من أفراد ومؤسسات ومستثمرين، لذا، ليس من المهنية في الاتصال الإعلامي أن يدار حساب المؤسسة بمزاج لغة المدرجات.
@woahmed1