عبدالرحمن السليمان


طافت الأعمال الفنية السعودية الكثير من دول العالم، منذ أطلق الفنان عبدالحليم رضوي معارضه الفردية في إيطاليا ثم بيروت، وفي أواخر السبعينيات كان للمملكة مشاركة في معرض السنتين، وكان عبدالحميد البقشي وآخرون ضمن المشاركين السعوديين في المعرض.
وقد كتب جبرا إبراهيم جبرا وجهة نظر عن أعمال البقشي في المعرض مشيدا وطارحا وجهة نظره في الأعمال، في السبعينيات والثمانينيات كان حضور المملكة في معرض الكويت للفنانين التشكيليين العرب ثم بينالي القاهرة وبينالي الشارقة وبيناليات أخرى فكانت كتابات الأخوة والأخوات في مصر أو دولة الإمارات العربية المتحدة أو عموم متابعي هذه المناسبات الدولية.
تتراوح الكتابات بين التغطية الإعلامية، وبين تناول التجارب الفنية بالدراسة والتحليل وإبداء وجهة النظر الفنية الشخصية غالبا. كان لفناني المملكة حضور شخصي وأحيانا رسمي في مناسبات عربية ودولية، في بدايات الثمانينيات كان الأسبوع الثقافي الخليجي في اليابان، وفي 1984 الأسبوع الثقافي السعودي بالجزائر وأسابيع أخرى لاحقة وإلى وقت قريب وبتسميات مختلفة. طاف معرض المملكة بين الأمس واليوم دولا أوروبية، كما عُرض في مصر والولايات المتحدة الأمريكية.
مشاركات ثقافية صاحبت مشاركات المملكة في نهائيات كأس العالم لكرة القدم بينها ما كان في واشنطن وباريس، بالتالي هناك متابعات الكتاب والنقاد من العرب والأجانب، ومع الانفتاح والحضور في مناسبات كبرى كبينالي فينيسيا أو غيره كان للمملكة حضور منذ دورة 2011، ولا شك ان هناك من كتب عن المشاركة السعودية في فينيسيا وقد مثلتها خلال تلك الدورات شادية ورجاء عالم ثم زهرة الغامدي فمهند شونو وليس آخرا منال الضويان.
أيضا كان حضور فناني المملكة وبعض المؤسسات الفنية في آرت دبي وآرت أبوظبي وغيرهما من المناسبات ذات الصفة الدولية، المناسبات كثيرة والكتابات الآن لم تعد قاصرة على الصحف او المطبوعات الورقية، بل أن هناك المواقع الإلكترونية، بينها ما هو متخصص في مجالات الفنون، وبينما هو عام في جوانب الثقافة، ونلمس مدى الاهتمام الذي توليه بعض المواقع والكتاب أو الباحثين والمؤرخين بالمنتج الفني السعودي، فظهرت مشاريع كتب من تأليف كتاب أو باحثين من غير العرب عن الفن السعودي أو الفنانين السعوديين.. هو بسبب الحضور الملفت، وللخصائص والسمات التي ميزت بعض التجارب السعودية الشابة أو المجددة أو الأسماء الرائدة الأولى والتالية.
لا شك أن خطوات حراكنا الفني المتسارعة والاهتمام الرسمي، كما في معهد مسك للفنون، وبينالي الدرعية وبينالي الفنون الإسلامية والمناسبات الأخرى، ودور المؤسسات الخاصة مثل ليان الثقافية ومجموعتها الفنية أو القاعات التي اهتمت بالفن المحلي وإنشاء المجموعات الخاصة أو الحضور في المزادات الدولية كسوذبيز وكرستيز، وغيرهما.
جميعها تمنحنا مساحة للتعريف، والتعرف عن قرب على تجاربنا سواء من المهتمين أو من الباحثين والمؤرخين والكتاب على المستوى العربي أو الدولي.
تحية وتقدير لكل جهد اهتم بفنانينا وفنوننا وإنتاجنا السعودي.
aalsoliman@hotmail.com