عبدالرحمن المرشد


يتذكر أغلب الذين عاشوا في الرياض - وحتى وقت قريب - حراج بن قاسم الذي اكتسب شهرة وسمعة كبيرة طوال عقود حيث كان يتم خلاله بيع كافة أنواع الأجهزة والأدوات والملابس والأحذية وجميع ما يخطر على بالك من المستعمل، وسبب شهرته الطويلة، أن الجميع يأتي إلى هنا للتسوق والشراء بأسعار رخيصة جداً لا تجدها في مكان آخر، لدرجة أن هذا السوق يفد إليه الجميع من كافة مناطق المملكة سواء للشراء أو البيع، وجرت العادة أن يأتي إلى هذا السوق كل من لديه أدوات وأجهزة مستعملة لبيعها وتصريفها في هذا المكان والذي لا يمكن أن يتم في غيره تسويق تلك البضائع بل لا تجد زبوناً إلا في هذا الموقع، وقد تعارف الناس على الحضور إليه طوال عقود حيث يجدون بغيتهم بأسعار ممتازه جداً، وبضائع ليست رديئة كما يتصور البعض حيث تجد ما تريد من مكيفات وأفران وأثاث وأدوات مختلفة بربع الأسعار الخارجية وربما أقل، بخلاف أن هذا السوق يعتبر ترفيه بحد ذاته يحضر إليه الناس للمشاهدة والاستمتاع بتنوع بضائعه واختلاف طبقات مرتاديه من صغار وكبار.
جميع ذلك اختفى بعد التطوير الجديد حيث لم يعد للمستعمل مكان كما في السابق، مما أفقد السوق رونقه وبهجته السابقة.
كان السوق يجمع كافة أصناف البضائع في مكان واحد حيث يحضر إليه الجميع عصراً ولا يخرجون إلا ليلاً لوجود الكثير من الخيارات التي تدهش المتسوقين، ولكن جميع ذلك اختفى حالياً ولم يعد موجوداً.
حالياً يوجد محلات متناثره تبيع المستعمل في بعض الاحياء، ولا تجد فيها جميع خياراتك حيث يوجد محلات للأثاث وأخرى للأجهزة وهكذا، وبالطبع تفتقد لجاذبية حراج بن قاسم السابقة.
أتمنى تخصيص موقع واسع للمستعمل في الرياض يضم ساحات مفتوحة ومحلات على جنباته بنفس طريقة السوق القديمة، يأتي إلى هنا جميع من لديه بضائع زائدة عن حاجته أو بضائع يرغب في بيعها ولا يعلم أين يتجه بها كما هو حاصل حالياً «بحكم سيطرة العمالة على سوق المستعمل». في هذا السوق يستطيع الجميع عرض بضائعه بالسعر الذي يراه مناسباً من خلال الحراج في الساحة أو من خلال عرضها على أصحاب المحلات الموجودة هناك خلاف أن هذا السوق سيتحول مع الوقت إلى موقع للترفيه والتمتع بما يعرض من أنواع وخيارات استهلاكية لا تخطر على بال أحد.
سوق المستعمل يحتاج تنظيم ووضعه في مكان واحد بدلاً من العشوائية الحاصلة حالياً.
@almarshad_1