عبدالعزيز الذكير


كانت طريقة اختبار الرخصة قديماً في الرياض تتم في مرور «الملز»، وذلك قبل افتتاح مدارس لتعليم القيادة، حيث التقديم بالأوراق المطلوبة كصورة لـ»التابعية»، وهي التي كانت تحل محل بطاقة إثبات الهوية حالياً، وكذلك ملف علاّقي وست صور شمسية، وأخيراً تسديد الرسوم، ومن ثم يحال طالب الرخصة إلى المستشفى من أجل الكشف عليه ومعرفة قوة نظره وحاجته إلى نظارة من عدمها، بعد ذلك يعطى طالب الرخصة منشوراً به علامات وإشارات المرور كي يحفظها المتقدم من أجل أن يختبر فيها، وفي اليوم التالي يحضر طالبو الرخصة بسياراتهم أمام قسم المرور مع بزوغ النور ويصطفون في «طابور»، ليجدوا أحد الجنود في انتظارهم، حيث يجري للجميع والذين ترجلوا من سياراتهم حين رؤيته بفرح اختباراً في إشارات وإرشادات المرور.
كانت رخصة القيادة السعودية عبارة عن كتيب صغير يحوي الاسم والصورة الفوتوغرافية واسم الكفيل حتى للسعودي! وصفحة المخالفات والتجديدات وأشياء أخرى كثيرة.
إلا أن المثير فيها أكثر كان عبارة عن قائمة من الشروط والتحذيرات وقواعد السلامة، أحدها: عدم استعمال البوق بطريق يثير الجمال «بكسر الجيم». الجمال أو الإبل أو البعير أو «الأباعر» هذه الحيوانات التي لم أشك لحظة واحدة في أنها كانت تداعب خيال دارس أنظمة السلامة والسير في بلادنا، والخليج عامة.
رغم الاحتفال والاحتفاء بذلك الحيوان الوديع الذي كان ولا يزال جزءا من دلالات تاريخ وثقافة هذه المنطقة من العالم، وسكانها، وبروزه في هيكل العرف الاجتماعي والتداول العام بين الأهالي، بروزا نحترمه ونلتزم به في مناسباتنا الفولكلورية السنوية والمناسبات الثقافية.
وتعاني دول مثل أستراليا من عدم القدرة على السيطرة على حيوان الكنغر، فهو يتسبب في حوادث الطريق لكون قفزاته عالية ولا يعرف معنى الحواجز.
الحوادث المميتة التي تحدث في طرقنا الصحراوية بسبب أرجل الجمل الطويلة مقارنة بجسمه الثقيل الوزن فلولا تلك الأرجل لكانت سرعة السيارة كفيلة برميه بعيدا، ولكن، وبدلا عن هذا، فالصدمة تأتي بالأرجل، وبالارتداد يهوى الحيوان على السيارة وعلى من فيها، وتؤكّد صور حوادث الطرق تلك الوقائع والصفات . فالبعير لم ينفر من البوق «البوري»، بل هو يبحث عن مرعى أكثر اخضرار في الجانب الآخر من الطريق.
مصمم عبارة «عدم استعمال البوق».. في الرخصة القديمة، يفهم واقعا سيلاحقنا ما دام هناك طرق وسيارات وجِمال.
@A_Althukair