غنية الغافري


وأنا أقرأ قصص نهايات المراهقين الحِبيبين ! ورقصهم على عبارة «وانتصر الحب» أكتم الضحكات فإيحاءات هذه العبارة تشعرك بخوضهم حرب ضروس قامت على آثارها الدنيا واستبسل فيها الحِبِيبان بكل شجاعة لمقاومة العدو! حتى آن لهم أن يعلنوها للملأ «وانتصر الحب» مع مزيد من الصور الرومانسية والموسيقى المصحوبة بالانتصار وإيحاءات «موتوا قهر»! على اعتبار أن العالم اجتمع ضدهم وأصبح شغلهم الشاغل هو وفتاة الأحلام المتمردة ! فأوّلوا واسترسلوا وعاشوا الوهم بكل تفاصيله !!
الستر واجب فليست كل الانتصارات انتصارات ! غير أن هذا الانتصار في الحقيقة هو نوع من أنواع صناعة المحتوى للفارغين الذين لايجدون محتوى يحركون به مياههم الراكدة ! وهو أقصى انتصار لهم والحقيقة أنها معركة «تِفَشّل» ! مع الاعتراف حقيقية بالحب العذري الحقيقي صاحب الطهارة والعفة والحياء والسلام! الذي لا يتصادم مع العائلة والأهل والأحباب!! ولا يصل لمرحلة الحروب والعدوات ونهايات القطيعة التي تقول «آخذه غصب عنكم» ويا أيها الحبيبين المقاتلين، ستستمر معارككم إلى ما لا نهاية فعند فشل علاقتكم ستضطرون إلى كتمان الفشل والتمثيل بنجاح التضحية التي تعتبرونها كذلك حتى تحتفظوا بماء وجوهكم! فالزواج المصحوب بعبارة وانتصر الحب هو زواج قراره صادر من شخص متعجل مندفع مغامر يتحمل وحده كافة التبعات ! وإذا أردت أن تنجو أيها الحبّيب وزع نتائج قراراتك وخفف على قلبك المرهف تبعات لا تتحملها ! واعلم أن انتصار الحب ليس الوصول للزواج فقط والتمرد على كل شيء، بل هو في استمراره ونموه وهو الاختيار الأمثل للزوج أو الزوجة وبناء أسرة صحية مستقرة متكافئة.
أما تاريخ عبارة و»انتصر الحب» فهو تاريخ مخزي لأنه العبارة الشهيرة التي رددها الرئيس الأمريكي باراك أوباما حين أصدرت المحكمة العليا في الولايات المتحدة الأمريكية حكماً «تاريخياً ـ في نظرهم ـ»!! وهو الحكم الذي وصفه الرئيس الأمريكي أوباما بقوله «انتصار لأمريكا وانتصار للحب» وهذه العبارة أسعدتهم وأطلقوا لها وسم «الحب ينتصر» على مواقع التواصل.
قصص لا تنتهي فقيس بن ذريح أحب لبنى حباً شديداً فلما تزوجها وعاشا قصة من الهيام تروى للأجيال، تبين أنها عاقر بعد زواج دام عشر سنين وكان والداه يرغبان في نسله فعرضا عليه تطليقها فامتنع امتناعاً شديداً حتى تعرض لضغط شديد من والداه وأقسما أن لا يكنهما سقف حتى يطلقها فرفض وكان إذا اشتد الهجير ذهب إليهما يضللهما حتى لامه قومه في رضاه لوالديه بالمشقة والبقاء تحت الشمس الحارقة فأشفق عليهما واتخذ قراره المصيري وطلق محبوبته إشفاقاً عليهما ولم يفتح قنوات المعارك.
نهايات:
وفي أدب نهاية العلاقات قيل «و لا تنسوا الفضل بينكم»، فلا تتراشقوا بالحجارة من بعيد، كونوا أحراراً، فقد قالت العرب: الحر من راعى وداد لحظة
@ghannia
وفي أدب نهاية العلاقات قيل
«و لا تنسوا الفضل بينكم» فلا تتراشقوا بالحجارة من بعيد