اليوم: نورهان محمود

تواجه شركة «جوجل» ضغوطاً هائلة في ظل اتهامات الاحتكار التي تحاصرها من كل جهة بعد خسارتها قضية قانونية بارزة في الولايات المتحدة، مما أثار تساؤلات كبيرة حول ممارسات الشركة وتأثيراتها على المنافسة في سوق التكنولوجيا، وفق موقع "ذا فيرج" التكنولوجي العالمي.

الاتهامات الأمريكية لـ«جوجل»

تدور القضية حول مزاعم بأن «جوجل» استخدمت استراتيجيات احتكارية للحفاظ على هيمنتها في سوق محركات البحث والإعلانات الرقمية. وقضت المحكمة الأمريكية ضد "جوجل"، مما فرض عليها إجراءات قانونية قد تؤثر بشكل كبير على نموذج أعمالها.
يقول توم إيفانز، المحامي المختص في قضايا الاحتكار: "الحكم الصادر ضد «جوجل» يعكس جدية القضايا المتعلقة بالاحتكار وكيفية تأثيرها على السوق. هذا الحكم قد يفتح المجال لمزيد من القضايا القانونية ضد الشركة".
فيما كتب قاضي المحكمة الجزئية الأمريكية، أميت ميهتا، في حكمه: "بعد دراسة وفحص دقيقين لشهادة الشهود وفحص الأدلة توصلت المحكمة إلى الاستنتاج التالي: إن «جوجل» شركة احتكارية وقد تصرفت على هذا الأساس للحفاظ على احتكارها".
وأضاف أن جوجل "تتمتع بميزة كبرى وغير مرئية إلى حد كبير على منافسيها، وهي "التوزيع الافتراضي".

حصة جوجل السوقية

تتمتع جوجل بحصة تبلغ 89.2% من سوق خدمات البحث والتي تصل إلى 94.9% على الأجهزة المحمولة، بحسب الحكم. وحكم ميهتا بأن جوجل تستخدم أيضًا هيمنتها لقمع الابتكار.
وتعتبر هذه القضية أكبر مواجهة لمكافحة الاحتكار في الولايات المتحدة منذ نحو 25 عامًا وتضع شركة التكنولوجيا العملاقة في مواجهة وزارة العدل الأمريكية.
وقال المدعي العام الأمريكي ميريك جارلاند: "هذا الانتصار على (جوجل) هو انتصار تاريخي للشعب الأمريكي كله".

تأثير القضية على «جوجل»

الخسارة في القضية تعني أن «جوجل» قد تواجه عقوبات مالية كبيرة مستقبلاً حال رفع دعاوي مشابهة عليها، خاصة في الاتحاد الأوروبي، إضافة إلى تطبيق تعديلات إجبارية على سياساتها التجارية. بالإضافة إلى ذلك، قد يترتب على الحكم تغييرات في كيفية تعامل الشركة مع المنافسين وتوزيع الإعلانات.
اقرأ أيضاً: جوجل تسحب إعلان الذكاء الاصطناعي في الأولمبياد بعد ردود فعل عنيفة
ويبرز أثر الحكم أيضاً في القطاع التكنولوجي بشكل عام، حيث يشير إلى إمكانية تشديد الرقابة على الشركات الكبرى وتطبيق قوانين مكافحة الاحتكار بشكل أكثر صرامة.

ردود فعل السوق والمستثمرين

تعاملت أسواق المال بحذر بعد صدور الحكم ضد «جوجل»، حيث شهدت أسهم الشركة تقلبات ملحوظة إلى جانب موجة البيع العالمية التي سادت الأسواق خلال الأيام الأخيرة. وأعرب المستثمرون عن قلقهم بشأن التأثير المحتمل على الأرباح والنمو المستقبلي للشركة بعد هذا الحكم القضائي.
يقول ديفيد لي، محلل أسواق في "مورغان ستانلي": "الخسارة في القضية قد تؤثر على قدرة (جوجل') على تحقيق الأرباح كما في السابق. يتعين على المستثمرين متابعة تطورات القضية عن كثب".

المستقبل القانوني لـ«جوجل»

تواجه «جوجل» الآن تحديات قانونية كبيرة، حيث يمكن أن تفتح القضية الباب لمزيد من التدقيق في ممارساتها. تتضمن الاحتمالات المستقبلة تقديم مزيد من الدعاوى القانونية ضد الشركة وإجراء تغييرات جذرية في استراتيجياتها التجارية.
اقرأ أيضاً: جوجل: توقفنا عن ادعاء تحقيق الحياد الكربوني في عملياتنا
ويقول أليكس هاريس، الخبير القانوني في "بيكر ماكنزي": "قد تكون هذه القضية بداية لسلسلة من القضايا القانونية التي تستهدف الشركات الكبرى في قطاع التكنولوجيا. و(جوجل) بصفة خاصة بحاجة إلى إعادة تقييم استراتيجياتها للتعامل مع هذه التحديات".
واختتم هاريس: "خسارة (جوجل) في القضية الأمريكية تعكس تصاعد التحديات القانونية التي تواجهها الشركات الكبرى في عصر الاحتكار والتكنولوجيا". ومع تزايد الضغط القانوني، ستحتاج "جوجل" إلى التكيف مع الظروف الجديدة والعمل على تحسين ممارساتها لضمان استمرارية نجاحها في السوق العالمي، حسب رأيه.