عبدالله العزمان


الحِنْوٌ في اللغة:كُلُّ ما فيهِ انْثِناءٌ مِنَ البَدَنِ كالضِّلْعِ، قال -عليه الصلاة والسلام- «إِنَّ المرأةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلَعٍ، وإِنَّكَ إِنْ تُرِدْ إِقامَةَ الضِلَعِ تكْسِرُهَا، فدارِها تَعِشْبِها».
وفي لطيفة من لطائف تفسير الشيخ الشعراوي «يرحمه الله»، انه قال «إن مهمةالضلع الأعوج ان يحنو على الأجزاء الداخلية، كالرئة والقلب، فالاعوجاج فيهاعتدال لمهته، ولذلك فمهمة المرأة الحنو».
المرأة الحانية، هي تلك الأم التي تحمل صغيرها في بطنها تسعة اشهر،فتخاف عليه اكثر من نفسها، وتذوق المر عند ولادته، ولكنها ترق بمجرد انيولد فتحتضنه وتنسى مع تلك اللحظة كل تعبها، وترعاه فلا تنام حتى ينام،وتمرض لمرضه، وتحزن اكثر من حزنه، وتبكي فرحاً لسعادته، قال -جل وعلا - عن أم موسى «فَرَجَعْنَاكَ إِلَىٰ أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ».
وهي تلك ألأخت الحانية، التي تحمل هم أخيها وتتعب لتعبه، وتفديه بكل ما لديها، يحكى أن الحجاج قبض على ثلاثة نفر وأمر بقتلهم، ولكنه لمح امرأة تبكي بحرقة، فسألها، عن ما يبكيها، فقالت أن أولئك النفر، هم زوجي وآخى وابني، فكيف لا أبكيهم، فرق لها الحجاج وخيرها في أن يعفو عن أحدهم، فاختارت أخاها، فتعجب الحجاج من اختيارها، وسألها عن سر هذا الاختيار، فأجابت: أما الزوج فهو موجود أي أنه يمكن أن تتزوج برجل غيره، وأما الولد فهو مولود، أي أنها، تستطيع بعد الزواج إنجاب الولد، وأما الأخ، فهو مفقود أي، لتعذر وجود الأبُّ والأم، فعجب الحجاج من فطنتها وأمر بالإفراج عنهم جميعاً.
المرأة الحانية، هى تلك الزوجة الرؤوم، التي تشاطر زوجها همومه، وتخفف من حملها عليه، وتسارع لرضاه، وتعين ابناءه على بر والدهم، وتتحمل شظف العيش وتصبر عليه، ولا تكثر التشكي، ولا تفشي له سر، وهي السكن والراحة، قال جل في علاه «وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ».
وخلاصة القول، فالمرأة الحانية، هي ملاذ الرجل ومسكنه، مهما تغيرت أدوارها وتبدلت، سواءً كانت أماً حنون، أو أختا عطوف أو زوجة رؤوم.
قال الشاعر:
أحن إليكِ إذا جنّ ليل
وشاركني فيكِ صبح جميل
أحن إليكِ صباحاً مساءً
وفي كلّ حين إليكِ أميل
@azmani21