الإساءة الأسرية أو العنف الأسري مشكلة بعض الأسر في كل المجتمعات بالعالم، والمؤسف عندما يتعرض لها الصغار ضحايا الإساءة الأسرية أو الأقارب أو أي فرد آخر من أفراد الأسرة.
سلوك سيء للغاية يُمارَس على الطرف الأضعف لإبراز السلطة والسيطرة، والأسوأ عندما يمارس للتخويف والترهيب والتهديد.
في مقالي هذا أخص الصغار، فحذار ثم حذار من السخرية من الصغار وإحراجهم والتقليل من شأنهم.
إشعار الصغير بأنه عاجز عن اتخاذ أي قرار بحسب عمره الزمني وقدراته ظلم، يحطم شخصيته ويفقده الثقة بنفسه، الضرب والتأنيب والسخرية في حضور الغرباء يشعره الصغير بالذل الذي سيصاحبه طول حياته.
من المؤسف عندما يكون التقصير من الأسرة كلها وأخص الوالدين وكبار الأسرة، بل جميع أفرادها وعدم حفظ الأمانة.
القسوة المفرطة والتحكّم والتسلط والإيذاء بمختلف أنواع الإيذاء، كالإهانة واللوم الذي لا ينتهي ولا يتوقف ونتائجه جروح في أعماق النفس لا تندمل وتستمر معه حتى الكبر، بل طول حياته، وقد يورّثها لأبنائه من بعده -لا قدر الله-.
فلنكن قدوة حسنة لأبنائنا، يحدث تناقض في عقلية الطفل بتناقض تصرف الآباء ، أبسط مثال عندما يرن الهاتف يسأل عن الوالد والوالد موجود ولا يريد التحدث، فيشير للطفل بالرد غير موجود .
في عام 1938، أجرت جامعة هارفارد دراسة هي الأولى من نوعها في العالم، لمعرفة سر تربية الناجحين، حيث تعقبت الدراسة 268 طالبا من طلاب الجامعة الأكثر تميزا، وكان من ضمنهم الرئيس الأمريكي الأسبق جون كينيدي، وعلى مدى السبعين عاما التالية تم تسجيل صحتهم الجسدية والعاطفية، وتحليل نجاحاتهم وإخفاقاتهم في الحياة.
توصّل الباحثون إلى نتيجة واضحة واحدة: العلاقة الجيدة بين الطفل وأبويه هي سرّ الحياة السعيدة والناجحة.
التمتع بطفولة يشعر فيها بالقبول والرعاية والحنان، هو من أفضل العوامل والمؤشرات التي تنبئ بنجاح الكبار ورفاههم ورضاهم عن الحياة، بالإضافة إلى ذلك، يقول المختصون أن الأدمغة البشرية تعتمد بدرجة كبيرة على الخبرة، وتتشكل بنية الدماغ من خلال التجارب والتفاعلات الحياتية اليومية، وفي هذا السياق تضع تجربة الطفل مع والد ودود ومتجاوب الأساس للصحة العقلية في المستقبل، حيث إن ذكريات الطفولة السعيدة هي مصدر قوة تبقى للأبد، ولذلك فإن أفضل طريقة لتربية أطفال ناجحين هي أن يكون الوالدان عطوفان حنونان، ويحرصا على تنمية علاقة وثيقة مع أطفالهما.
التنظيم العاطفي يتعلمه الطفل من خلال مراقبة الوالدين وانفعالاتهم وعواطفهم، للتأكيد التنظيم العاطفي ليس مهارة ولدنا بها، ولكن يمكن اكتسابها، ومن الأهمية بمكان أن نعلم أطفالنا كيفية التحكم في عواطفهم.
عندما نشعر بالضيق ونقوم بالصراخ على أطفالنا في كل مرة يسيئون فيها التصرف، فلا يجب أن نتوقع أن يظل أطفالنا هادئين، لذلك ولمساعدة أطفالنا على النجاح في الحياة، علينا أن تكون قدوة جيدة لهم.
Aneesa_makki@hotmail.com