كتاب قيم فيه من الأخبار ما يسر الفؤاد، وفيه من العبر ما ينتفع به العقل، فيه من الدلائل والبراهين ما يستقر به المنطق وفيه من القصص أحداث واقعها واقعي تراه مكررا في عصرك فتتعجب وتتفكر، وأحداث تحمل بذور الإعجاز فتُدهشك وتتأمل لتتوصل عبرها إلى قدرة الله فتعظمه وتخشاه وتتقرب إليه وتطلب رضاه.
ما بين نملة تتحدث وحوت يعيش في جوفه إنسان وما بين رُقاد يتقلبون في كهفهم وسد موصوف بنيانه مجهول المكان، ما بين قصة لنار بردت وكانت سلام وقصة عصا تحولت لثعبان، ما بين فقيد ظن والده أنه كان للذئب غداء ثم أصبح وزير للبلاد، وما بين كنز خفي أُقيم عليه جدار من كان أبوهما صالحا بعد حين سيستخرجاه، وما بين طفل صغير في المهد تكلم وبشر بنبي أمين - عليه أفضل الصلاة- وأتم التسليم، تقرأ فتسكن وتطمئن ويحيا قلبك وتتنبه وينشط ذهنك ويحتل مداركك هذا الكتاب فقد أنزله رب العباد ليضمدك ويسيرك للصواب.
في هذا الكتاب خطاب حنون لكل مؤمن يتقي الله ووصف لأجور وجنان ونعيم و ربت على من زلت قدمه في المعاصي وإشارة إلى طرق التوبة ليتوب ثم وعد يطمئن الهواجس ليوصد الباب أمام وسواس عن إحزان البشر وأذاهم لا يتوب.
وتهديد لكل كافر عتيد ولكل ظالم مغرور ولكل من يشعل نار الفتن و يسعى حثيثا لتقليب القلوب ووصفا لعذاب ووعيد وفرص تُمنح لحين ثم يُؤخذ من ضيعها بغتة فقلوبهم أبت أن تتدبر آياته وعقولهم أصرت على أن تضل الطريق يعلمون أن الله غفور رحيم ويتناسون أن عقابه شديد.
رغم كل ذلك التبيان والحكمة و البيان ورغم كل ذلك الإعجاز ويسره في التلاوة والترتيل لماذا عند البعض يُهجر؟ لماذا لا يكون قصص أبنائنا قبل المنام؟ لماذا لا يُجعل ليومهم أساس؟ ولماذا في وقت الإجازة يُنسى وكأنه مقرونا فقط بوقت الحصة؟
@ALAmoudiSheikam