عبدالكريم الفالح


في أبيات الأمير عبدالرحمن بن مساعد جنوح نحو الفلسفة، وكما يقال إن الفلسفة مجموعة أسئلة، كل جواب يصبح سؤالاً جديدا.
ينطبق على قصائد الأمير عبدالرحمن بن مساعد قول السهل الممتنع.. يبدو النص سهلا وبسيطا للوهلة الأولى لكنه في الواقع يستحيل مهارة ودقة عالية وعمقا.
وفي قصيدته « أجهلك» يبدأ الشاعر بتكرار عبارة «أجهلك.. ولي سنين أتخيلك» وهي حالة من الحيرة والانتظار الطويل، التكرار يضيف بعدا إيقاعيا للنص، ويعزز الإحساس بالعزلة والبحث المستمر عن الحقيقة.
وفي قصيدته «أخطيت» يعلن الشاعر عن الغموض الذي ينتابه حول حبيبته مايضطره للتساؤل:
«أنا ما ادري وش إحساسك
وما ادري وش تظنيني».
الإحساس أول الاستفهام، ظن الحبيبة بحبيبها ثاني الاستفهامات، وهي تساؤلات مبررة، وبخاصة أنها في بداية القصيدة.
يريد أن يعرف، والمعرفة سيدة الشعر.
هذه الكلمات تكشف حيرة واضحة من الشاعر في سعيه لإدراك كَنَهِ حبيبته، بعد أن سأل الطرف الآخر، يتجه لنفسه ويقرر بأنه صادق لكنه في نظرها كاذب وخائن!!
«أنا الصادق في عينك
كنت وصرت الكاذب الخوان».
كان صادقا في عينها لكنه الآن «كاذب وخوان».
تحدث عن الماضي «كنت» والحاضر «صرت»
التحول الرئيسي يصور حالة من الصراع الداخلي للشاعر، والظلم الذي ارتكبته الحبيبة تجاهه.
«أنا أخطيت ما أنكر
ولا فيه عذر يكفيني»
إلا الحب القوي فهو العذر الأنقى والأبهى:
«سوى إني أحبك حيل».
هذا البيت يعبر عن قوة الحب الذي يشعر به، والذي يراه كعذر وحيد يكفي لتبرير كل أخطائه.
استخدام كلمات مثل «الصادق» و»الكاذب»، و»ما أدري» و»كنت وصرت» تضاد واضح يمر به الشاعر، يعكس هذا النص حالة من الحزن والندم على أخطاء الماضي، ولكن يتخللها شعور قوي بالحب الذي يظل القوة المهيمنة والنهائية في تجربة الشاعر العاطفية.
@karimalfaleh