خلق الله تعالى الإنسان وأعلى شأنه وميزه من سائر خلقه واختصه بالعبودية له وتحقيق مضامينها في عمارة الأرض واستصلاحها.
والمتأمل اليوم يلحظ الصراع العالمي في اكتشاف الإنسان ومحاولة الوصول إليه، والتعرف على كنهه وعالمه المجهول وأسراره الغامضة، بعد التحول السريع في البوصلة العالمية المشيرة سابقاً للمعرفة واقتصادياتها، والخبرات وتوظيفها التوظيف الأمثل.
ومن جملة تلك البلدان التي سارعت للرهان على العنصر البشري واعتباره منطلق التنمية المستدامة والعنصر الأهم في تعزيز المكتسبات المحلية والإقليمية والعالمية، المملكة العربية السعودية، عبر رؤيتها الوطنية الواعدة 2030، والتي ارتكزت على المقومات الريادية المؤهلة لإبراز الأنموذج العالمي الأمثل للقيادة العالمية عبر مكونها البشري المتنامي بصورة ملحوظة، ومن أبرز ملامح ذلك ارتفاع أعداد المواليد وانخفاض الوفيات، وتشكيل الشباب والشابات للنسبة العظمى من التعداد السكاني للدولة في ظل نمو الأصول المالية ورقمنة الأعمال والخدمات.
والمتابع للجهود الوطنية التي يقودها برنامج تنمية القدرات البشرية يدرك أهمية عنايته بمكونها البشري استقطاباً وتأهيلاً وتدريباً باعتباره شريكاً استراتيجياً لتحقيق المستهدفات التنموية، ومن أبرز معالم تلك العناية القدرة الفائقة على الوصول للإنسان وضبط البوصلة لديه نحو البناء والنماء من خلال العناية بالمكونات الروحية والقيمية للفرد باعتبارهما الدافع المعنوي له أثناء رحلة الحياة، وتعزيز ارتباط الفرد بأصالة مجتمعه وحضارته وتاريخه، واحترافية البناء والتطوير للمهارات والقدرات وفق منهجية منظمة تجمع بين المقرر التعليمي الفعّال والبيئة الإثرائية والتكامل بين الأسرة ومؤسسات الإعداد التعليمي والمؤسسات المجتمعية.
وعمّا قريب ستصبح التجربة السعودية قصة نجاح تروى عبر الأجيال وتستنسخ على مختلف الأصعدة والمجالات، وسيكون المواطن السعودي خير امتداد لأسلافه وآبائه الذين ملأوا العالم سلاماً وعلماً وعدلاً ومعرفة وحضارة.
عضو هيئة التدريس بجامعة الملك خالد
@mesfer753