عبدالرحمن المرشد


المتقاعد ليس بالضرورة من أكمل ستين عاماً ولكن يوجد الكثير ممن تقاعد وهو في الخمسين وربما أقل من ذلك، جميع هؤلاء أكتسبوا الخبرات والمعارف والتجارب التي تؤهلهم للعمل كمستشارين في الجهات الحكومية والخاصة كلٍ حسب تخصصه وعمله السابق، والجميل في عمل تلك الفئة أنهم من أبناء البلد بمعنى أنهم يستطيعون تقديم النصح والرأي السديد بما يتوافق مع حاجة البلد ومتطلباتها لأنهم أدرى بذلك من غيرهم.
كمية من العلوم والمعارف تختزلها عقولهم وتجارب اكتسبوها مع مرور الزمن تجعل الاستفادة منهم حاجة ملحة لكل جهة لديها مشاريع وخطط مستقبلية تحتاج بعد نظر وخبرات ترسم الصورة الصحيحة بشكل سليم.
أغلب الجهات لديها شركات استشارية تعتمد عليها في برامجها وخططها، ويمكن من خلال ذلك الاستفادة من بعض المتقاعدين الذين لديهم خبرة في نفس التخصص سواء يعملون في الشركة الاستشارية أو الجهة أصحاب العمل «وزارة أو هيئة حكومية» لإبداء رأيهم في بعض الخطط ومدى ملائمتها حسب ما يملكون من خبرة في ذلك العمل، لا يمكن إغفال أهمية التجارب والخبرات السابقة في نجاح أي عمل، وهذا ما تعتمد عليه الكثير من الشركات العالمية، وإذا كانت تلك الخبرات نابعة من نفس بيئة العمل، فإن نجاحها يكون أكبر ويحقق المطلوب.
تلك الخبرات سواء متقاعدين أو متقاعدات عملوا سنوات طوال في الكثير من الأجهزة الحكومية، ويعلمون السلبيات والإيجابيات لكل عمل ولديهم القدرة على تجاوز الصعاب وتحقيق النجاح بما امتلكوه من تجربة طويلة.
الاستفادة من خبرات المتقاعدين لا تعني توظيف الكثير منهم وإهمال الجيل الشاب، إنما تعيين العدد المطلوب منهم حسب الحاجة ممن لديه الخبرة ويحقق الفائدة للجهة.
وجود شركات استشارية محلية تضم المتقاعدين والمتقاعدات من كافة التخصصات مطلب ملح بحيث لو رغبت إحدى الجهات الحكومية أو الخاصة في رأي استشاري تجد ما تريد لدى تلك الشركة التي بالتأكيد تمتلك سير ذاتية لهم تحقق رغبة تلك الجهات بما تطلب من خبرات.
الحاجة للجهات الاستشارية الخارجية موجود، ولكن بعض الأعمال تحتاج خبرات محلية لا تتحقق في غيرهم.
@almarshad_1
الاستفادة من خبرات المتقاعدين لا تعني توظيف الكثير منهم وإهمال الجيل الشاب، إنما تعيين العدد المطلوب منهم حسب الحاجة