عبدالرحمن السليمان


منذ العام 1985 عرفت موسم أصيلة الثقافي عن قرب، فقد حضرت فعالياته من رسم الجداريات والعروض الفنية أو النشاط الموسيقي واللقاءات الأدبية والثقافية عامة، في ذلك العام كانت الندوة الكبرى عن العلاقة بين المشرق والمغرب من بين المشاركين فيها من المملكة د. فهد العرابي الحارثي وعبدالله الجفري.
كنت أكتب عن بعض متابعاتي في صحيفة «اليوم» التي انضممت للعمل متعاونا معها منذ 1983، كانت الجداريات قاصرة على أسماء معروفة بينها محمد المليحي ومحمد بناني وفريد بلكاهيه وشبعة وبلامين والقاسمي والحريري ورحول وغطاس والديباجي، ولعرج الذي لم يزل مخلصا للموسم وقد رسم في آخر دوراته 2024 عملا جميلا.
من العرب كان حضور عديدين بينهم في الثمانينيات، نوار ومجموعة المحور ولاحقا سعاد العطار وغيرهم، على أن الفنان السوداني محمد عمر خليل كان مؤسسا لمشاغل الحفر التي حضرت وشاركت فيها مع فنانين عرب مثل ضياء العزاوي وأسعد عرابي والناصري وعلي طالب وعبدالكريم العريض وراشد دياب ومليكة اكزناي وحكيم غيلان وآخرون من الفنانين العرب والمغاربة والأجانب، كانت أصيلة ولم تزل عاصمة فنية ومركزا يتواصل سنويا متجاوزا بعض المعوقات التي يمكن أن تعترض مهرجانا ثقافيا كبيرا مثله، شاركت أيضا في بعض الملتقيات المنبرية أو الندوات كندوة إشكاليات الفن التشكيلي العربي «الرهانات والتحديات» بتنسيق واشراف د. فريد الزاهي قبل أعوام.
أصيلة موسم ثقافي يستضيف ويرحب بمدعويه كما يرحب بضيوفه وزواره الذين يتابعون فعالياته وأنشطته المتنوعة، في أحد الأعوام برفقة الصديق الفنان عبدالله حماس عزم حماس على تقديم مشاركة كبيرة ضمن أعمال الرسم، وكانت أدواته وخاماته معه، فأنجز عملين بمساحة كبيرة، ووجد العملان تقدير القائمين على الموسم وتحديدا الفنان محمد المليحي، وفي العام التالي عُلق أحدهما في قاعة المحاضرات بمركز الحسن الثاني للملتقيات الدولية، وبقي العمل معروضا لعدة أعوام، موسم أصيلة وقد تعرفت من خلاله على عدد من الفنانين والمثقفين العرب.
يهتم الموسم بالأطفال، فأسس لورشة فنية لهم، كما أن هناك ورشة الخزف وأعمال الرسم أو الصباغة الزيتية كما يُطلق عليها، بجانب المعرض الكبير في مركز الحسن الثاني للملتقيات الدولية. الفن في موسم أصيلة يتجلى بأسماء كثيرة ومتنوعة من المغرب ومن خارجه والأعمال الفنية هي الأخرى تُجدد كل عام، كما يجدد أهل المدينة القديمة جدران منازلهم الخارجية مكسوة بالأبيض وبعض الأزرق وأحيانا الأخضر، تعرفت هناك على شخصيات كثيرة من أهل المدينة والمغرب والعرب، والجميع يعيش سعادة ترسمها أيام أصيلة الثقافية وحضور محبيها من كل مكان.
aalsoliman@hotmail.com