سمعت في كثير من المقابلات مع مسؤولين أو مبدعين أو رواد أعمال أو تجار أو علماء أو غيرهم الكثير حين يتحدثون عن مسيرتهم الطويلة، ويأتي الجانب الشخصي وبالذات الإجتماعي العائلي غالبا ينسبون الفضل لوالديهم وحتى هنا الكلام الجميل، أغلبهم يردوون عبارة والدي هو أقرب صديق لي، أنا وإياه نعيش حالة كبيرة من التفاهم وكأننا أصدقاء.
قبل كل شيء وقبل أن أين سكينتي على هذا الكلام أقدم مسبقا حسن النية في كل هذا الطرح وأعلم أن الخطأ الذي سأعنيه هو في التعبير اللفظي وليس المضمون، وعلى الله أتوكل وبه أستعين فأقول، أعتقد أن مثل هذا الطرح هو ذم للوالدين كلاهما أو أحدهما، فوصهما بالصديق هو نسف لكثير من قدرهما وحقهما هل يليق بالأب أن أصف جهده طوال حياته من أجلي بأنه صديق ؟ الذي يمدح نهارا ويفكر ليلا في أن أعيش بأفضل حال والشخص الذي يفضلني على نفسه ويبيع الغالي والنفيس من أجلي بالصديق ؟
نعم الصديق نجده في المواقف والمحكات ورخاء الحياة وشدتها ولكن الوالد نجده بين همساتي وطرف أعيننا وأنفاسنا، الوالد لا يكفيه أن يوصف بالصديق والحبيب والأخ والرفيق والسند والعضيد والمحزم والبركة والخير ووووو.. حتى تنتهي كل الصفات الحميدة والهلال الجميلة في اللغة العربية لأنه كأب أكبر من كل الصفات مجتمعة.
الأب ليس مجرد شخص نحمل إسمه بل وصية الله لعباده حين قال سبحانه «وبالوالدين إحسانا»، وما قال الصديقين ولا وصف آخر بل اختار جل جلاله أفضل وصف، حين أقول أبي صديقي وكان الصداقة مقدمة على الأبوة وأفضل منها ويوجد بها ما لا يوجد بالأبوة، الصديق أن أحس بك فشكرا له وإن لم يحس فلديه عذر وألف عذر من مشاغل الدنيا ومسؤولياتها أما الوالد فعذره أنت وكل دنياه أنت.
الأب فضله عظيم.. فهو أعلى وأرقى و أجمل وأعظم منها بكثير، الأب ظل الحياة وبرادها ونعيمها وطريق الآخرة.. أبي هو أبي حبيبي سندي عزتي وفخري رايتي وروايتي وتاج رأسي ومعلمي وقدوتي، لا أوفيه حقه لا في مقال ولا مجلدات، اللهم ألحقنا برهم واجعل الجنة دارنا ودارهم والمسلمين أجمعين.
@Majid_ALSuhaimi